تلقى لبنان الرسمي والشعبي نبأ مقتل الضحايا اللبنانيين الثلاثة محسن فنيش من بلدة معروب (قضاء صور) وزوجته الكندية، واللبناني أحمد البلي من طرابلس، في الهجوم الإرهابي الذي استهدف، ليل الأحد الماضي مطعماً تركياً في واغادوغو عاصمة جمهورية بوركينا فاسو، من ضمن 18 ضحية، بمواقف شاجبة للإرهاب ومتضامنة مع ذوي الضحايا. وكان رئيس الجمهورية ميشال عون طلب ليل أول من أمس، «الاهتمام بعائلات الضحايا اللبنانيين وتأمين المساعدة لهم، قائلاً إن «هذا العمل الإجرامي يجب أن يشكل حافزاً إضافياً لتوحيد الجهود لمكافحة الإرهاب ومنع تمدده». وبقي عون على اتصال مع وزارة الخارجية للاطلاع على التطورات، وأعطى توجيهاته بالاهتمام بعائلات الضحايا والجرحى اللبنانيين وتوفير المساعدة الممكنة لهم بالتنسيق بين القنصلية اللبنانية في واغادوغو وحكومة بوركينا فاسو. ودان عون «هذا الاعتداء الإرهابي الذي استهدف أبرياء»، معتبراً «أن هذا العمل الإجرامي يجب أن يشكل حافزاً إضافياً لتوحيد الجهود لمكافحة الإرهاب ومنع تمدده». وكلف رئيس الحكومة سعد الحريري الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء الركن محمد خير بإجراء الاتصالات اللازمة لمتابعة الحادث، واضعاً كل الإمكانات اللازمة بتصرف الجالية وبالتنسيق مع الجهات الرسمية المختصة. وفجعت طرابلس بمقتل أحمد البلي (33 سنة) وهو أب لطفلين، غادر لبنان قبل 10 سنوات باتجاه كوتونو وبعدها انتقل إلى بوركينا فاسو للعمل في أحد المطاعم. وبعد سنوات من العمل أصبح مالكاً لمطعمين. وقال والد الضحية مصطفى البلي: «إن نجله الأكبر كان مع أصدقاء لبنانيين يتناولون طعام العشاء في المطعم الذي استهدف بالهجوم». ورأى الأب المفجوع أن خسارته لا تعوض وأن ولده كان ترك لبنان لضيق العيش فيه كما الآلاف من الشباب اللبناني بحثاً عن العمل في الخارج وعن حياة كريمة». وينتظر الأب عودة نعش ولده بعدما غادر وفد من وزارة الخارجية اللبنانية إلى بوركينا فاسو لإنجاز التحضيرات لنقل الضحايا إلى لبنان. والفاجعة التي أصابت بلدة معروب لا تقل مأسوية عما أصاب طرابلس. فرصاص العشاء الأخير أصاب الشاب محسن فنيش (35 سنة) وزوجته الحامل في شهرها السادس. ويعمل محسن في أحد أكبر المتاجر في بوركينا فاسو منذ نحو 3 سنوات. وذكرت مواقع التواصل الاجتماعي أن عائلة فنيش استقرت في السنغال قبل أكثر من 32 سنة. وكان المغدور تزوج قبل سنة ونصف السنة من فتاة كندية الأصل. وكان الاتصال الأخير بينه وبين عائلته، مساء الأحد حيث اتصل محسن بوالده وشقيقته وأبلغهما بأنه سيتوجه إلى تناول العشاء مع زوجته في أحد مطاعم بوركينا فاسو. وانتقل أمس، الوالد المفجوع من السنغال إلى بوركينا فاسو لإتمام مراسم نقل جثماني ولده وزوجته، وفق شقيق والد الضحية عدنان فنيش، الذي يقضي إجازته الصيفية في لبنان. ورجح عدد من أفراد العائلة أن يدفن محسن وزوجته في السنغال بعد الانتهاء من الترتيبات في بوركينا فاسو. وأسف رئيس المجلس النيابي نبيه بري «للجرائم الإرهابية حول العالم»، وقال: «ببالغ الغضب تلقينا أنباء الجرائم الإرهابية حول العالم والتي تركزت إحداها في بوركينا فاسو واستهدفت أبرياء يمارسون حياتهم العادية»، مقدماً «بالغ تعازيه لأهالي كل الضحايا من كل الجنسيات وخصوصاً الضحايا من أصل لبناني الذين حملوا أحلامهم وآمالهم من جنوبلبنان وشماله بحثاً عن فرص العمل والحياة الكريمة». وقال بري: «إن اللبنانيين ومنذ فجر التاريخ يدفعون حياتهم ثمن مغامراتهم لاكتشاف العالم والعمل الكريم وتوسيع طرق التجارة ونشر أحرف اللغة، لذلك يقعون على طرق الموت الكثيرة كما الحياة المزدهرة». وجدد دعوته «إلى إعلان حرب كونية شاملة ضد الإرهاب وإنشاء إدارة وغرفة عمليات دولية بإشراف الأممالمتحدة تغلق الأبواب والنوافذ أمام حركة الإرهاب وتجفف موارده ومصادره وتقطع دابره». وقالت وزيرة الدولة للتنمية الإدارية عناية عز الدين في تغريدة عبر «تويتر»: «مرة جديدة شهداء لبنان في الاغتراب يدفعون حياتهم لأجل لقمة العيش الكريمة. تعازينا الحارة لأهالي شهداء بوركينا فاسو». ودان «حزب الله» في بيان «الجريمة الإرهابية التي ارتكبتها عصابات «داعش» الإجرامية في بوركينا فاسو، وأدت إلى استشهاد وجرح العشرات من المدنيين الأبرياء». وطالب «العلماء وأهل الفكر والرأي والمؤسسات الدولية والحكومات المعنية بالعمل بجدية لمنع توسع هذه الآفة القاتلة التي تطاول سمومها العالم بأسره». وقدم تعازيه الى «ذوي الشهداء اللبنانيين». ودعا «الحكومة إلى اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لمتابعة هذا الموضوع من جوانبه السياسية والاجتماعية».