كشفت دراسة كندية حديثة أن التمارين الرياضية تفعل أكثر من مجرد الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية، فهي تحمي أيضا عقولنا مع تقدمنا في العمر. وأوضح الدكتور غوتييه من معهد ماكس بلانك لعلوم المخ والإدراك البشري في ألمانيا، أن: "الشرايين في الجسم تزداد صلابة مع التقدم في العمر، ويبدأ التصلب في الشريان الأورطي، قبل الوصول إلى الدماغ، مما يسهم في التغيرات المعرفية التي تحدث خلال فترة زمنية مماثلة". وأشار الباحثون خلال الدراسة: "نحن نعتقد أن الحفاظ على مرونة الأوعية قد تكون واحدة من الآليات التي تمكًن من إبطاء الشيخوخة". وقام الباحثون بإجراء دراسة لأشخاص تتراوح أعمارهم بين 18-30 سنة وكذلك بين 55-75 سنة، وذلك لإجراء مقارنات داخل كل فئة عمرية. وخضع جميع المشاركين لاختبارات بدنية وعقلية. وللاختبارات البدنية قام الباحثون بقياس كمية الحد الأقصى من الأوكسجين على مدى فترات لمدة 30 ثانية. وللاختبار العقلي، قام الباحثون بقياس القدرة المعرفية. وخضع المشاركون أيضا لثلاثة فحوصات للرنين المغناطيسي: واحدة لقياس تدفق الدم إلى الدماغ، وقياس نشاط الدماغ، وقياس تصلب الشريان الأورطي الذي يحمل الدم الغني بالأكسجين بعيدا عن القلب إلى بقية الجسم. ومن خلال هذه الدراسة وجد الباحثون دليلا على يربط بين انخفاض الدور الوظيفي للمخ بعد التقدم بالعمر ومرونة الشريان الأورطي واللياقة القلبية التنفسية. ودليلاً يربط بين صحة الأوعية الدموية ووظيفة الدماغ. وأكد الباحثون أنه: "بشكل عام هذه النتائج تدعم الفرضية القائلة بأن الحفاظ على نمط حياة صحي يحافظ على مرونة الشرايين، وبالتالي منع الأضرار الدماغية والحفاظ على الأداء المعرفي".