يندرج تدخين السجائر على رأس قائمة مسببات الوفاة في كثير من البلدان وهو عبارة عن عادة إدمانية مقترنة بشكل وثيق بأمراض داخلية خطيرة تصيب الجسم مثل السرطان، أمراض الرئة، الأمراض المتعلقة بالقلب والأوعية الدموية، لذا تعددت الدراسات وكثرت الأبحاث لإيجاد وسائل أو عقاقير تساعد المدخنين على تحقيق رغبتهم في الإقلاع عن التدخين. ومن المعروف أن التدخين يؤثر بشكل سلبي على عمل الرئة والجهاز التنفسي، كما أنه يضر بجميع أوجه الحياة الجنسية وخصوصاً القدرة على الإنجاب، باعتباره عامل رئيسي في الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين، حيث كشفت أحدث الدراسة الطبية الحديثة أن التدخين يمثل أبرز العوامل التي قد تؤدي إلى زيادة مخاطر إصابة الفرد بضيق الصمام الأورطي، حيث يعمل دخان السجائر على تنشيط الخلايا التي تسهم في تضيق وتصلب الصمام. وأوضحت الدراسة أن ألياف الكولاجين الموجودة في هذا الصمام وهي ألياف ضامة قوية تكون أكثر تيبساً وأقل مرونة عند المدخن مقارنة مع الحال عند غير المدخن. وأشارت الدكتورة ساتو هلسكي من جامعة هلسنكي الفنلندية، إلى دور التدخين في زيادة مخاطر الإصابة بضيق "الصمام الأورطي" أحد صمامات القلب، مما قد يتسبب في معاناة الفرد من الفشل القلبي، مؤكدة أن ضيق الصمام الأورطي عند الأفراد يرتبط بالتقدم في السن، وقد لا تظهر أعراض تدلل على إصابة المريض إلا بعد تأثر وظيفة البطين الأيسر بشكل واضح. التدخين لسنوات طويلة يصيب بالعمي وفي نفس الصدد، توصلت دراسة طبية حديثة بأن الاستمرار في التدخين لسنوات طويلة، قد يؤدى للإصابة بالعمى. وأكدت نتائج الدراسة التي أجرتها نقابة الأطباء الأردنية، أن التدخين يضر بالأوعية الدموية الموجودة في الجسم، وبخاصة الأوعية الدموية داخل العين، الأمر الذي يعرضها للضمور في المستقبل وضعف النظر بصورة حادة وفقدان القدرة على الرؤية في غضون سنوات. وأشارت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة قوية بين التدخين وضعف قوة الإبصار، وذلك لأن التدخين يحتوي على عناصر كيماوية تضر بالأعصاب المحيطة بالعين، الأمر الذي يعطل عمل الأعصاب البصرية على مدار الأيام، ومن ثم العمى وفقدان نعمة الإبصار. التدخين يسبب خلل الذاكرة وأفاد باحثون بريطانيون بأن مدخنات السجائر اللاتي يستمرن في ممارسة هذه العادة حتي يبلغن منتصف العمر قد يعانين ضعفاً حاداً في الذاكرة فيما بعد، حيث وجد الباحثون أن النساء اللاتي يدخن قد ظهر عليهن سريعاً خلال أدائهن فحوصات واختبارات الذاكرة اللفظية والكلمات في سن الأربعين والخمسين، مقارنة بغير المدخنات. وأشارت الدراسة إلى أن العلاقة بين التدخين وفقدان الذاكرة ظهرت أقوي بين السيدات اللائي يدخن أكثر من20 سيجارة في اليوم، مؤكدين أن السبب من تأثير التدخين علي سرعة فقدان الذاكرة المصاحب للشيخوخة لم يتضح بعد، ولكن يعتقد أن التدخين يسبب تغيرات في وصول الدم للمخ لايمكن قياسها فعلياً، كما أن المواد الكيماوية الموجودة في دخان السجائر قد تدمر خلايا المخ. وأوضحت الجمعية أن الأشخاص المصابين بتلف هذه البقعة في الشبكية لا يفقدون الرؤية تماماً، ولكنهم يصبحون غير قادرين على القراءة ويواجهون صعوبة في التعرف على الأشخاص الآخرين. يذكر أن نحو مليون فرنسي مصابون بمرض تلف الشبكية، وأن التوقف عن التدخين سيقلل من نسبة الإصابة بهذا المرض. التدخين يزيد خطر الوفاة بالسل أكد باحثون هنود أن التدخين يتسبب في نصف عدد الوفيات الناجمة عن السل، مما يؤكد الارتباط بين التبغ والمرض الرئوي القاتل. وتتوقع الدراسة أن تصل وفيات الذكور الناجمة عن امراض متصلة بالتدخين في الهند عام 2025 الى ما يزيد على مليون في العام، وهو ضعف المعدلات الحالية. ويزيد التدخين من احتمال خروج حالة العدوى عن السيطرة متسببا في الحالة النشطة من المرض التي قد تتسبب في الوفاة وتنتشر بسرعة. ويتسبب السل في 1.6 مليون وفاة في العالم كل عام، من بينها ما يزيد على مليون في آسيا و400 الف في افريقيا ، والهند بها اكبر معدلات الوفيات بسبب السل في العالم . التدخين يسبب هشاشة العظام وأثبتت دراسة حديثة بأن المدخنون أكثر عرضة لكسور العظام وآلام أسفل الظهر، كما أثبتت الأبحاث بأن متوسط عمر الشخص المدخن يقل عن غير المدخن بحوالي عشر سنوات. وأوضحت الدراسة أن التدخين يسبب أمراض القلب والشرايين والرئتين والسرطان، بالإضافة إلى أنه يسبب العديد من المشاكل المتعلقة بصحة الهيكل العظمي، كما أنه يقلل من وصول الدم إلى العظام وأن النيكوتين يقلل من أداء الخلايا البناءة في العظم ويقلل من امتصاص الكالسيوم وبالتالي يؤدي إلى حدوث هشاشة العظام، بحسب جريدة الرياض. يذكر أن التدخين له آثار سلبية تؤثر على النساء من حيث عمل هرمون الاستروجين الذي يقاوم الهشاشة. التدخين يسبب الاكتئاب أثبتت دراسة أمريكية أن المدخنين هم الأكثر تعاسة ،وأنهم يشعرون بالاكتئاب أكثر من غيرهم. فقد كشفت الدراسة أن المدخنين يشعرون بالحزن والاكتئاب ثلاثة أيام في الشهر في المتوسط، وكان متوسط الشعور بالاكتئاب عند من يمارسون الرياضة ،أقل ممن لا يمارسونها ،فى الوقت الذى بينت الدراسة أن النساء المدخنات يعانين من الاكتئاب بمعدل 3.5 يوم، مقابل 2.4 يوم عند الرجال. أما الناس الذين يقولون إنهم غير قادرين علي العمل، فانهم يواجهون أياما كئيبة أكثر ،تصل إلي نحو 10 أيام، أما أفراد الدراسة الأكثر تعليماً، فيشعرون بالحزن أياماً أقل ،تصل إلي حوالي يومين مقابل خمسة أيام بالنسبة لخريجي المدارس الثانوية فقط. التدخين يتلف مشيمة الجنين حذر باحثون بريطانيون من أن التدخين في فترات الحمل قد يتلف المشيمة التي تغذي الجنين ، فتقل مستويات هرمون النمو الضروري لتطور الطفل ، مما يؤدي إلى إنجاب أطفال قليلي الوزن وصغار الحجم والدماغ . وقام الباحثون بمتابعة 1650 امرأة حامل طوال فترة الحمل ، كانت مائتين منهن من المدخنات ، وقياس تدفق الدم بين الجنين والمشيمة ومراقبة مجموعة من الهرمونات تعرف باسم "عوامل النمو الشبيهة بالأنسولين" المهمة لنمو الجنين وتطور أعضاءه ، ثم وزن الأطفال بعد ولادتهم وحجم الرأس والدماغ لكل منهم . وأكد الباحثون أن تدفق الدم في الشريان الذي يصل الجنين بالمشيمة كان أقل بين الأمهات المدخنات ، الأمر الذي حد من انتقال المغذيات الضرورية والأساسية وسبب تلفا للمشيمة ، كما كانت كمية هرمونات النمو في دم الحبل السري أقل عند المدخنات ، مقارنة مع غير المدخنات ، بحوالي 10 - 15 في المائة ، وهو ما سبب انخفاض حجم المواليد وأطوالهم ونمو أدمغتهم. عقار إمارتي للإقلاع عن التدخين ولمحاولة الإقلاع عن التدخين وافقت وزارة الصحة الاماراتية على تداول عقار جديد يساعد المدمنين على الاقلاع عن التدخين. وقال الدكتور عيسى بن جكة مدير ادارة الرقابة الدوائية في الوزارة لوكالة الانباء الالمانية إن العقار يسمى "تشامبيكس"، ومن المقرر طرحه في الصيدليات بداية شهر رمضان المقبل، مشيراً إلى أن الامارات هي أول دولة في الشرق الأوسط تسمح باستخدام هذا الدواء لمساعدة المدخنين على الاقلاع عن هذه العادة. وأشار إلى أن العقار الجديد يساعد على التخلص من ادمان مادة النيكوتين ومن ثم الاقلاع عن التدخين، كما أنه يخفف الكثير من الاعراض المزعجة المصاحبة لحاجة الجسم للنيكوتين بعد الاقلاع عن التدخين. إنتاج قرص يعالج إدمان التدخين والكحول أعلن باحثون عن إنتاج قرص دواء يستهدف مركز المتعة في الدماغ، يحمل أملاً بإمكانية كبح الرغبة في التدخين وتعاطي المشروبات الكحولية. ويباع الدواء، الذي يطلق عليه اسم "فارنيكلاين" varenicline، في الأسواق حالياً لمساعدة المدخنين على ترك عادة التدخين. ويلمح الباحثون إلى أن حبة الدواء هذه يمكن أن تحقق فائدة أخرى من حيث أنها يمكن أن تساعد في توقف مدمني المشروبات الكحولية على التوقف. كذلك يمكن أن توصف حبة الدواء هذه بوصفها علاجاً لكافة أنواع الإدمان، بما فيها المقامرة والإدمان على الأدوية المستخدمة في التخلص من الآلام، بحسب ما أشار الباحثون. وحذر العديد من الأطباء، غير المشاركين في الدراسة، من أنه لا يوجد شيء يمكن أن يشكل علاجاً سحرياً شافياً لكل أنواع الإدمان، وأن هذا العقار، الفارنيكلاين، والعقاقير المماثلة قد تكون لها استخدامات أخرى مباشرة مثل معالجة أمراض الخرف "ألزهايمر" والشلل الرعاش "باكنسون".