حقيقة لن يرضى الكيان الصهيوني ولا أمريكا أسوأ سيناريو ممكن أن يحل بالفلسطينيين سواء في غزة أو خارجها أو حتى في أي بقعة كانت من الأرض، ولن يرضيهم ما يحل بهم من قتل أو تشريد أو تدمير، بل لو هاجروا إلى القمر أو كوكب عطارد.. لن يستطيعوا التوقف عن قتل الأبرياء من المسلمين على حد سواء، فتلك جبلتهم وحقيقتهم التي كشفها القرآن " وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ "، بل لو سالمناهم ومكناهم من كل ما يريدون لن تستطيع أيديهم التوقف عن القتل وسفك دماء الناس عامة والمسلمين خاصة. فالدول التي صنعت النووي واستخدمته بالفعل لابد أن تحن له مرة أخرى، خاصة أنها أفلتت من العقاب ولم يتم تصنيفها تحت أي مسمى إجرامي أو إرهابي، بل أصبحت أمريكا بعد هيروشيما ونجازاكي هي التي تصنف من تشاء حسب ما تشاء. إن دموية العرق الأوروبي الأبيض قد تجلت بشكل واضح في الحرب العالمية الأولى والثانية، حيث أزهقت فيها ما لا يقل عن 50 مليون إنسان، فمنظر أشلاء أطفال غزة ودمائهم لن يزيدهم أكثر من طلب المزيد من القتل وهذا هو الغالب الأعم لديهم، بدليل أن الشعوب التي اختارت القادة الذين يشنون الحروب لم تتحرك لإسقاط تلك الحكومات، بل ستنتخب في المرات القادمة من هو أكثر دموية وأشد تدميراً. إن دموية اليهود وأمريكا لابد أنها أصيبت بالغيرة من دموية "داعش" وهذا هو أحد أسرار استمرار قتل أهل غزة، بدليل أنهم يفضلون قتل الأطفال والنساء وهدم البيوت على مواجهة المقاتلين، وبالمناسبة الفرصة تاريخية لأمريكا للعودة لقتل العراقيين بحجة قتال داعش، إن المتأمل لتاريخ تلك الشعوب والدول سيصاب بالذهول عندما يعرف أن القتل الحاصل الآن للمسلمين بفعل الغرب يكاد يكون هو الأقل على الإطلاق منذ عقود طويلة، ولابد أن أنوه هنا إلى أن الغرب عموما لا يعنيه الاستيلاء على أموالنا ولا أراضينا أو مقدراتنا الشيء الكثير، وإنما عدوه الأوحد اللدود هو "الملة" "ملة إبراهيم حنيفاً ولم يكن من المشركين"، إن دموية داعش لا تقارن بما فعله المحتل الفرنسي بالشعب الجزائري حينما قتل أكثر من مليون شهيد والتقط جنود الاحتلال الفرنسي بعض الصور مع رؤوس الشهداء، فهم أول من سنّ تلك السنة البشعة وتبعتهم داعش حذو القذة بالقذة.