تسبب مقتل شاب حافظ للقرآن يبلغ من العمر 15 عاماً على يد هندوس متطرفين في الهند، في تحويل مجرى الأحداث ونقل قضية قتل المسلمين هناك من المحلية إلى العالمية. وعلى الرغم من أن جرائم قتل المسلمين في الهند على يد هندوس متطرفين بحجة أكلهم للحوم الأبقار التي يقدسها الهندوس مستمرة منذ فترة طويلة، إلا أن تلك الجرائم زادت في عهد حكومة رئيس الوزراء الحالي "نارندرا مودي" وحزبه الهندوسي القومي "بهاراتيا جاناتا" الذي وصل لسدة الحكم في 2014م. وظلت عمليات قتل المسلمين هناك على يد غوغاء وجماعات تسمى نفسها بحماة الأبقار تحظى بتغطية إعلامية محدودة في الهند، لكنها اتخذت مساراً آخر بعد قتل الشاب المسلم الحافظ للقرآن "جنيد خان" قبل أيام من عيد الفطر على متن أحد القطارات بدعوى أنه من آكلي لحوم الأبقار. وشهد عدد من المدن الهندية خلال الأيام الماضية مظاهرات شملت العاصمة نيودلهي نظمها الآلاف من الهندوس الرافضين لقتل المسلمين باسم الدفاع عن الأبقار، وحظيت تلك التطورات بتغطية إعلامية موسعة في الإعلام الدولي. ووفقاً لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، فإن الرئيس الهندي المنتمي لحزب "المؤتمر" المعارض أصبح أحدث سياسي رفيع يتحدث علناً ضد عنف الغوغاء، وذلك بعد تصاعد عمليات القتل خارج نطاق القانون في أنحاء البلاد. وشهدت الأيام الأخيرة مقتل عدد من الأشخاص معظمهم من المسلمين على يد غوغاء، وكثير من تلك الهجمات نفذت باسم حماية الأبقار المقدسة عند الهندوس والتي يأكلها المسلمون وأتباع ديانات ومعتقدات أخرى. واعتبرت الصحيفة البريطانية أن القضية الأبرز كانت مقتل الشاب الصغير "جنيد خان" طعناً على أحد القطارات جنوب دلهي في شهر رمضان على يد غوغاء حولوا نزاع على المقاعد إلى قضية دينية حيث وصفوا "خان" ومن معه بآكلي لحوم الأبقار. ومع تصاعد الهجمات وانتقاد رئيس الوزراء "نارندرا مودي" بسبب صمته على ما يجري، اضطر للحديث ضد العنف، معتبراً إياه ضد مبادئ "مهاتما غاندي". كان منتقدون قد اتهموا الهندوسي القومي "مودي" بالمساعدة في تأجيج العنف الديني برفضه إدانة ما يجري، وعلى الرغم من ترحيب المنتقدين لتعليقاته الرافضة للعنف الأسبوع الماضي، إلا أن بعضهم رأى غموضا في رسالته التي ركزت بشكل كبير ليس فقط على أهمية اللاعنف، ولكن أيضاً على "قدسية" الأبقار حسب معتقدات الهندوس. وأكدت الصحيفة أن خطاب "مودي" فشل في وقف هجمات الغوغاء، فبعد ساعات من خطابه قتل تاجر لحوم مسلم على يد مجموعة من 30 إلى 40 شخصاً، وجرى اعتقال زعيم محلي منتمي لحزب "مودي" الحاكم بتهمة التورط في الهجوم. ويرى البعض أن من يصفون أنفسهم بحماة الأبقار ينفذون برنامجاً سياسياً هندوسياً قومياً واضحاً، لم تتم إدانته من قبل حزب "بهاراتيا جاناتا" الحاكم، وأظهرت الإحصائيات أن الحوادث من قبل الغوغاء زادت بشكل ملحوظ منذ مايو 2014م، عندما وصل حزب "بهاراتيا جاناتا" للحكم، ومنذ 2010م، أصبح المسلمون ضحية في 86% من الهجمات المرتبطة بالأبقار وأن 97% منها وقع منذ 2014م. وعلى الرغم من الآفاق الاقتصادية الواعدة بالهند، إلا أن البعض يخشى من أن تلك الحوادث مؤشر لوجود توترات اجتماعية مزعجة من الممكن أن تخرج عن السيطرة سريعاً.