قال فضيلة إمام وخطيب المسجد النَبَوِيّ، الشيخ عبدالباري بن عواض الثبيتي، في خطبة الْجُمُعَة اليوم: إن رمضان كلما اقترب من نهايته اشتد المسلم في طلب ثمرته، وعمل على تحصيل حصاده، وأكثر من السؤال في قبوله، قَالَ جل من قائل: ((وَإِذْ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم))، وَقَالَ تعالى: ((إذ قالت امْرَأَة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محرراً فتقبل مني إنك أنت السميع العليم)). وبين فضيلته أن رمضان مدرسة وموعظة يتعلم المرء فيها الخضوع لله، والقلوب تخشع لله في هذا الشهر، والعيون تدمع، والنفوس تسكن، فليل رمضان يزينه القرآن، وفيه يتذوق الصائمون لذة الصيام، ورفع الهمم، وزكاة النفوس وغذاء القلوب بالإيمان، ففي هذا الشهر تعلو الصائمين سماتُ الصالحين، وخشية المقصرين الذين يخشون أن ترد أَعْمَالهم، قَالَ جل في علاه: ((والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون)). وأَوْضَحَ إمام وخطيب المسجد النَبَوِيّ أن التربية الإيمانية تحد من الزهو والعجب بالنفس، وتجعل المؤمن دائم الافتقار إلى ربه، فمن أشد عقبات القبول الاغترار بالنفس، والإعجاب بالعمل واستكثاره، قَالَ عز وجل: ((ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أَبَدَاً ولكن الله يزكي من يشاء)). وأَشَارَ إلى أن انقضاء شهر رمضان لا يعني انقضاء فضل القيام، فهو في كل حين، فمن وفقه الله هو من قوى غرسه بالمداومة على الطاعة، قَالَ صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر). وبين فضيلته أن للصائم فرحتين فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه حيث ينال النعيم المقيم الذي لا يزول ولا ينقضي، قَالَ تعالى: ((وتلك الجنة التي أُورثتموها بما كنتم تعملون)). وأَوْضَحَ إمام وخطيب المسجد النَبَوِيّ أن الأمة تحتفل بعد أَيَّام بانقضاء الشهر فتفرح بالعيد، فعلى المسلم أمور يستحب فعلها في ليلة العيد، منها: التكبير من غروب شمس ليلة العيد إلى طلوع الفجر، والتطيب والتجمل بأحسن الملابس، وأكل تمرات قبل الذهاب إلى المصلى، والتهنئة بالعيد لثبوته عن الصحابة.