"التربية في الصغر نقشاً على الحجر" حكمة بالغة في أثرها خاصة عندما تكون بشكل عملي تتمثل فيها قدوة الوالدين والأشقاء الكبار وتزرع تصرفاتهم الإيجابية في نفوس الأطفال متى ما وجدت غرساً وتشجيعاً. "أم عبدالرحمن" تروي موقفاً لابنها الأصغر الذي يبلغ من العمر عامين فقط، حيث فاجأ عائلته وهو يتناول طعام الغداء مع أخوته بأن أخذ "صحنا" وبدأ يجمع فيه بقايا قطع الدجاج من كل طرف على السفرة، وذلك ليطعم القطة التي تقف أمام باب المنزل وتنتظر من لا ينساها فالأسرة تعودة على إطعامها يومياً – بفضل الله-. وتضيف والدة الطفل: "لم يكن ذلك غريبا على العائلة حيث إنه اعتاد أن يرى والديه وأخوته منذ أبصرت عينه يفعلون ذلك، وبدأ يقلد وهم يعزلون بقايا الأرز لوحدها والخبز وحده وقطع الدجاج يضعونها بكيس معزول أمام الباب حتى أن بعض الجيران قلدوهم فلم تعد القطة تمزق كيس النفاية الأسود وتنثر ما فيه". وفي موقف آخر طفلة صغيرة تضع فكرة على الجدار تسميها كيس الصدقات ليقدم أفراد أسرتها مساهماتهم ثم يخرجونها في مواسم الخيرات ومساعدة الفقراء وقت الحاجة.