أم فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح آل طالب المصلين اليوم في صلاة الجامعة بالمسجد الحرام. واستفتح فضيلته خطبته بحمد الله سبحانه على نعمه, وبالصلاة والسلام على نبينا محمد ن صلى الله عليه وسلم, وأوصى المصلين بتقوى الله والاجتهاد في العمل. وقال الشيخ: أيها المسلمون: فوق كل حاجة، حاجة النفوس إلى مولاها, هو ربها وخالقها الذي سواها, وأكمل الخلق وأعلمهم بربه: هو محمد عليه الصلاة والسلام, وهو أخشاهم وأتقاهم وهو أفصحهم لساناً, وأصدقهم بياناً, وهو أنصح الناس للناس, ما ترك خيراً إلى دلهم عليه, وهو أعلم الناس بما يحتاجه العبد في سؤاله من ربه, وما يصلحه في دينه ودنياه, فقد كان صحابته رضوان الله عليهم يتعلمون منه الدعاء كما يتعلمون السورة من القرآن. واستطرد آل طالب: ومن عظيم دعائه الذي صح من سنته, ما رواه الترمذي عن العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه قال: قالت يا رسول الله علمني شيئاً أسأله الله, قال: (سل الله العافية) فمكثت أياماً ثم جئت فقلت: يا رسول الله علمني شيئاً أسأله الله, فقال لي: (يا عباس, يا عم رسول الله, سل الله العافية في الدنيا والآخرة), وذلك دليل على أن الدعاء بالعافية لا يساويه شيء من الأدعية, وقد تواتر عنه صلى الله عليه وسلم دعاؤه بالعافية لفظاً ومعنى في نحو خمسين حديثاً. وبين: "وأعظم العافية سلامة العبد من الذنوب, والعافية في السلامة من حقوق الناس, والعافية في السلامة من الفتن, والعافية في الأوطان والأديار والأمن والاستقرار, والعافية في أن يصبح العبد آمناً في سربه, معافى في بدنه, عنده قوت يومه, كأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها". وأوضح الخطيب: ومن عظيم دعائه عليه الصلاة والسلام: (اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة), و(اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري, وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي, وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي, واجعل الحياة زيادة في كل خير, واجعل الموت راحة لي من كل شر), وأيضاً (اللهم إني أسألك الثبات في الأمر, والعزيمة على الرشد, وأسألك شكر نعمت, وأسألك حسن عبادتك, وأسألك قلباً سليماً, وأسألك لساناً صادقاً, وأسألك من خير ما تعلم, وأعوذ بك من شر ما تعلم, وأستغفرك لما تعلم, إنك أنت علام الغيوب).