مما تُروّج له دورات الطاقة وتنمية الذات؛ استخدام تقنية "المانترا"؛ وهي – أي المانترا- كلمة سنسكريتية في وثنيات الهند الوضعية، تعني تعويذة؛ إما صوتية، أو من كلمة، أو من جملة، تساعد في خَلَق تحول نفسي.[1] فهي كلمات مختلفة تقومُ بإعمال أثر على الروح انتشاءً وسعادةً وسروراً واطمئناناً كما يُعتقد عند أربابها الوثنيين من المشركين البوذيين والهندوس .. الذين لم يعرفوا كلمات الله عزوجل حيثُ عَدِموا الطريق الصحيح إليها عن رُسل الله وأنبيائه – صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين- .. وأكرم الله بها أهل الإسلام ممن أجاب دعوة مبعوثه الخاتم إلى البشرية أجمع؛ محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .. إنهم المسلمون؛ الذين اصطفاهم الله لحملِ وتبليغِ رسالة التوحيد الخالدة .. أهلُ الحنيفية السمحة والدين القويم: (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) .. فالتوحيد شِعارهم ودثارهم وديدنهم كل وقت، بل هو ممارسة حياتية للفرد المسلم، يستنشقُ عبق طيبهِ أبداً دواماً، متقلِّباً في رياضِ الذِكر؛ عملاً وقولاً بالجوارح والفؤاد .. فكيف إن استبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير ..؟! .. بل بالذي هو شِركٌ ووثنية ..؟! .. وما "المانترا" إلا مثالٌ حي لذلك ..! .. تلك "التعويذة"، أو "الكلمة المقدسة"، أو "التحكم الذهني"، أو "أداة التفكير"، أو "تحرير الروح والعقل"، – سَمِّها ما شئت!-، بدأتْ تحل محل ذكر الله في عقل بعض المسلمين وفِكرهم .. وعلى ألسنتهم .. بمزاعم شتَّى!! .. وهي ليست في حقيقتها إلا ترديداً لأسماءِ آلهاتٍ شتى تُعبدُ من دون الله تعالى في وثنيات الشرق القديمة!، فيقوم المتأمِّل بترديد الاسم مِراراً وفق هيئاتٍ وكيفياتٍ معينة ليصل إلى مستوىً (لطيف!) من التفكير وتجاوز العالم المادي الذي يتواجد فيه!! .. وصولاً للاندماج مع العقل الكُلِّي .. أو "طاقة الكون" كما يزعمون ..! .. (وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِۚ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ) ولنتناول أحد تلك الأسماء: أوم: وهو اسم المانترا الأساسية في الأوبانيشاد[2] والتي تمثل الإله برهمن وكل الخليقة[3]. وترمز إلى الثالوث الهندوسي المقدس؛ وأقانيمه: (براهما، فشنو، سيفا)، فهم ثلاثة أقانيم غير منفكة عن الواحد –كما يزعمون-، يشكلون الرب والمخلص والمهلك، ويرمزون لها بثلاثة أحرف هي: الآلف والواو والميم، ويلفظونها: (أوم)، ولا ينطقون بها إلا في صلاتهم.[4] فعجباً؛ كيف يرددها مُوحِّد ..؟! .. ودون تلك التعويذة الوثنية تعويذات أُخر لا تقل وثنيةً وخطراً على عقيدة المسلم .. فمن مانترا – أوم- التي هي أقوى المانترات!، بل يُزعمُ أنها صوتُ الكون!!، إلى مانترا الحب!، ومانترا الشاكرات!! .. إلى التانترا[5] .. و اليانترا[6] ..!! .. ليس هذا فحسب، بل يشترط في تلك التعاويذ والأوراد الروحية أن تكون باللغة السنسكريتية!. تقول إحدى مدربات التأمل: "يجب أن تُعلّم المانترا بشكل شخصي من قبل معلم مُؤهَّل؛ إن الأشخاص المختلفين ذوي الإيقاعات الذاتية المختلفة, سوف يتلقون مانترات مختلفة من أجل التركيز عليها. و هكذا فإن الناس من مختلف الجنسيات, بغضّ النظر عن لغتهم, سوف يستخدمون في تأملاتهم مانترات باللغة السنسكريتية, لأن السنسكريتية هي اللغة الكونية لمعرفة الذات".[7] وتقول أيضاً: "الألطف من بين علوم الأصوات هو علم المانترا. لقد عرف الأسياد الروحيين أن كل إيقاع فردي ذاتي يتذبذب عند تردّد معين كما أن العديد من الآلات الموسيقية تعزف بإنسجام فيما بينها, كذلك مجموع الإيقاعات الحيوية للعقل و الجسد (الموجات الفكرية ,ضربات القلب … إلخ) كلها تنتج اللحن الفردي الخاص، إذا رفعنا هذا اللحن الفردي إلى ترددات ألطف وأبطأ فسيصبح أخيراً لانهائياً، و سيندمج العقل بالوعي الكوني اللامحدود"[8].(!!) .. وبعد .. أيها المسلم .. أيها المؤمن الموحِّد .. يا من رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلَّم نبياً ورسولا .. إن الروحانيات في الإسلام إلهية المصدر، وعليهِ فلا تؤخذ من خارج الكتاب المبين والسنة المطهرة .. فمن فعل لم يخرج عن الابتداع أو الشرك والعياذُ بالله .. قال سبحانه: (وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَاۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَاۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) .. فآياتُ الله تعالى هي مصدرُ الطمأنينة والاستقرار والأمن النفسي، وهي سبب السكينة وهدأة الروح وصلاح البال، قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)، وقال سبحانه: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْۙ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ) .. وآياتُ الله وأوراد السيرة العطرة، هي سببُ الحفظ والتحصين، مع ما تنطوي عليه تلك الأذكار من الأجور العظيمة، فهي تزيد عن مجرد التلفظ للحفظ والحماية فحسب، قال صلى الله عليه عليه وسلم: "من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل" .. وآياتُ اللهِ وأحاديثُ هَدِى النبوة سببٌ لزيادةِ الإيمان بمعرفةِ الله عزوجل وخشوع القلب وانكساره بين يديه .. قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) .. وتعاويذ الحق تفترق عن تعاويذِ الباطل .. بل لا مقارنة بينهما البتة .. عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: "بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْجُحْفَةِ، وَالْأَبْوَاءِ، إِذْ غَشِيَتْنَا رِيحٌ، وَظُلْمَةٌ شَدِيدَةٌ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ بِأَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَأَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، وَيَقُولُ: (يَا عُقْبَةُ ، تَعَوَّذْ بِهِمَا فَمَا تَعَوَّذَ مُتَعَوِّذٌ بِمِثْلِهِمَا)" .. وآياتُ الله وحدها فحسب، هي التي تتنزَّلُ لها السكينة من السماء من لدن ربِّ العالمين تعالى. فعن البراء بن عازب: "كان رجلٌ يقرأُ سورةَ الكهفِ، وعندَه فرسٌ مربوطٌ بشَطَنَيْنِ، فتغشَّتْه سحابةٌ، فجعلت تدورُ وتدنو، وجعل فرسُه ينفُرُ منها، فلما أصبحَ أتي النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فذكر ذلك لهُ، فقال: "تلك السكينةُ تنزلت للقرآنِ". وهي رحمة من الله عزوجل يزدادُ بها العبد المؤمن إيماناً: (هُوَ الّذِيَ أَنزَلَ السّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوَاْ إِيمَاناً مّعَ إِيمَانِهِمْ) .. وعليه؛ فكلُ ما جيء به من خارج الكتاب والسنة، لا يعدو أن يكون وحياً من وحي الشيطان: (وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) .. إنكم لمشركون .. لنتأملها قليلاً ..! .. قال أحد المفسرين: "ولما كانت الشبه ربما زلزلت ثابت العقائد، قال محذراً منها: وإن الشياطين؛ أي: أخابث المردة من الجن والإنس، البعيدين من الخير المهيئين للشر، المحترقين باللعنة من مردة الجن والإنس ليوحون؛ أي: يوسوسون وسوسة بالغة سريعة. إلى أوليائهم؛ أي: المقاربين لهم في الطباع المهيئين لقبول كلامهم ليجادلوكم أي: ليفتلوكم عما أمركم به".[9] فإن قال أحد من المسلمين: جرَّبنا تلك المانترات والتراتيل فوجدناها صحيحة!، رُدَّ عليهم بكلام شيخ الإسلام رحمهُ الله، يقول: "وكثير من هؤلاء قد لا يعرف أن ذلك من الجن، بل قد سمع أن أولياء الله لهم كرامات وخوارق للعادات وليس عنده من حقائق الإيمان ومعرفة القرآن ما يفرق به بين الكرامات الرحمانية وبين التلبيسات الشيطانية، فيمكرون به بحسب اعتقاده، فإن كان مشركا يعبد الكواكب والأوثان أوهموه أنه ينتفع بتلك العبادة".[10] قال السعدي رحمهُ الله: " دلت هذه الآية الكريمة على أن ما يقع في القلوب من الإلهامات والكشوف، التي يكثر وقوعها عند الصوفية ونحوهم، لا تدل بمجردها على أنها حق، ولا تُصدَّق حتى تعرض على كتاب الله وسنة رسوله. فإن شهدا لها بالقبول قُبلت، وإن ناقضتهما ردت، وإن لم يُعلم شيء من ذلك، توقف فيها ولم تصدق ولم تكذب، لأن الوحي والإلهام، يكون من الرحمن ويكون من الشيطان، فلا بد من التمييز بينهما والفرقان، وبعدم التفريق بين الأمرين، حصل من الغلط والضلال، ما لا يحصيه إلا الله".[11] فكيف إن تجلَّى شأنها في الاستعانة بغير الله للاتحادِ مع طاقةِ الكون المزعومة، بل كيف وقد استعلنتْ واستبانت بأنها دعوة لعقيدة موغلة في أشدِّ الكفر؛ وهي عقيدة وحدة الوجود؟!!. يقول المهاريشي يوغي[12] عن تقنية التأمل التجاوزي[13]: "في تلك التقنية يرجع العقل إلى أرقى حالات التفكير، وفي النهاية يصل إلى مصدر الأفكار، ومن هناك يصل إلى مستوى نسميه "الوعي الكامل"، ويزيد هذا التمرين من مستوى الوعي ويدفع المرء دائماً إلى اتخاذ القرارات الصحيحة".[14] فإن قال أؤلئك المدرِّبون: لم ننوِ بتلك الممارسات والترنيمات ما قلتم!. رُدَّ عليهم أنه لا تُشترط النيَّة لتجريمِ ممارساتِ الشرك والوثنية، أو لوقوعِ إثمها!، بل يُخشى على دينِ المرء أن ينسلَّ منه انسلال السهمِ من الرميَّة دون شعور: "الشرك أخفى فيكم من دبيب النمل" .. وإن قيل: نحن نردد "مانترا" إسلامية!!، أجبنا: هل فعلها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على نحو ما تفعلون؟!، فإن قيل: نعم!، سألنا الدليل ..! .. وإن قيل: لا!، كان فعلهم ابتداع مردود ليس في دين الله منه شيء، قال صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردٌ". كما ينبغي أن يُعلم أن تلك الأوراد ليست مفرَّغة المضامين بحيث يمكن أسلمتها على الظاهر – من حيث التسمية- فحسب!، وإنما هي جوهرٌ ومضمون، وظاهرٌ وباطن!. يتجلَّى هذا المعنى في تصريح القائمين على المعالجة بها بأن المتعالج لابد أن يكون بوذياً حتى يستفيد من هذا الأمر ..! .. وبعيداً عن محاولات أسلمة الباطل التي ليست في حقيقتها إلا خيانة للشريعة!، حسبُ العاقل أن يعلم أن هذا المهاريشي الذي ادعى الألوهية يوماً، يُعَد أحد رؤوس علم الطاقة المزعوم بل من جيل المؤسسين الكبار لتقنية التأمل التجاوزي والعلاج بالطاقة. وهو في كلِّ ذلك يستقي من أدب الفيدا[15]، لتطوير تلك التقنيات والأوراد الروحية من "المانترا" وأخواتها، لتحقيق قدرٍ أكبر من التسامي وتحرير العقل وصولاً للتمتع بالمجد الأبدي! .. فالأصل في تلك الوثنيات والشركيات أنها ترمي إلى الكمال المطلق في الحياة بكافة جوانبها، لأن "الطاقة" كما يُعرِّفونها تعني؛ قوَّة الحياة!. وهذا مفهومٌ فلسفي له منطلقاته الفكرية ووسائله التي تُنتهج للوصول إليه .. وهل تُعتقدُ قوة الحياة لأيِّ مخلوق في هذهِ الدارِ الفانية ..! .. أم أنهم يُنازعون الحيَّ القيوم جل وتبارك في عُلاه .. صفة الحياة ..؟! .. إن قوة الحياة بمفهومها الكامل التام ليست إلا لذي العرش والملكوت سبحانهُ وتعالى، فهو الحيّ؛ أي الموصوف بالحياة الكاملة الأبدية، التي لم تُسبَق بعدم، و لا يلحقها موت ولا فناء، ولا تعتريها الآفات والنواقص .. قال تعالى: (اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ)، وقال سبحانه: ( هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَۗ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) .. ومن لدن الحي جل جلالهُ، أتت الشريعة الحقة والمحجة البيضاء الناصعة، التي بها حياة الخلق وهدايتهم وسعادتهم الأبدية: (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَاۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) .. فأيما دورات أو أوراد، أو تراتيل أو ترنيمات، أو ممارسات أو تمارينروحية لعلوم الطاقة المزعومة، خَليقٌ بالمسلم أن يفرَّ منها فرارهُ من عادية الضاريات من السِباع، مع أشدِّ الفارق بينهما!!؛ فضاريات السِّباع تأثيرها بلاءٌ على دنيا المرء. بينما ضارية الأفكار الوثنية فعدوانها وبلاؤها على دينِ المرء ودنياهُ معاً: (يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ * يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ) .. أخيراً؛ في موتِ المهاريشي وغيرهُ من رهبان الهندوس وروحانيي البوذية أدلُّ آيةٌ وأصدقُ شاهد على كَذِبِ دعاواهم!، فما كان لمن حصَّل قوة الحياةِ أن يفنى أو تعتريهِ الآفات!!. وصدق الحقُّ الجليل إذ يقول: (قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) .. وأما اعتقاد تأثير المانترا على المشاعر، فإن حدث أثر فلا يعدو أن يكون من جنس حصول الأثر النفسي عند سماع الموسيقى أو الغناء، وذلك مرده إلى هوى السامع، أو استحسان شيطانه[16]، لا لشيء في ذات المانترا أو "الصوتية" التي يُستَمعُ إليها!. وذلك بخلاف سماع كلام الله تعالى، فهو مؤثِّرٌ بذاته – لإلهيته وقدسيته وبركته – وإن كانت نفسُ السامع غير قابلة لأي سببٍ كان!، وقد علم المشركون الأول عظيم تأثير سماع القرآن الكريم على من يسمعُهُ، فأعملوا كيداً بالتشغيب عليه والإلهاءِ عن سماعه: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ). كما أن الراحة والسرور والانشراح والرضا والسكينة التي تحصل لسامع القرآن وقارئه، لا تحصل بتمامها وحقيقتها لسامع تلك المانترا أو الصوتيات التي يرددها؛ والتي هي في حقيقتها إيحاءٌ شيطاني؛ سواء أكان ذلك الشيطان من شياطينِ الإنس أم من الجآن. وسواء أكانت "مانترا" من وثنيات شرق آسيا القديمة، أو كانت تعويذات وأوراد من قبيلٍ آخر ومصدرٍ آخر خارج الكتاب المبين و السنة المطهرة .. فالنتيجة الحاصلة بسماع تلك المانترا على اختلافها؛ أثرٌ وهمي وشعور مؤقت بالسعادة. ويبوء بالإثمِ والخسار بعد ذلك من استبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ) .. والحمدُ لله رب العالمين .. [1] https://goo.gl/ndqyQS [2] الأوبانيشاد: أحد المصادر الأساسية للديانة الهندوسية.https://goo.gl/hW9Ima [3] https://goo.gl/ndqyQS [4] https://goo.gl/XVgxkJ [5] هي فلسفة دينية تنتهي بعباده الإله الرئيسي المزعوم؛ تقوم على أن الكون مظهر ملموس من الطاقة الإلهية التي يُسعى لتوجيه الجزء الموجود في الإنسان منها – طاقة الإنسان الكامنة-، بطرق تحررية خلاقة عبر ممارسات وتطبيقات شتى!، – تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيرا-. https://goo.gl/mR9znq [6] تعويذة يانترا: هي أدوات لاستدعاء آلهة هندوسية محددة مثل شيفا، وشاكتي، أو كالي. و"البوجا" هنا تنطوي على التركيز على اليانترا – تحديد الهوية مع الآلهة -؛ وهي في الهندوسية طقس ديني يمارسه الهندوس في مناسبات عديدة من أجل الصلاة أو إظهار الاحترام للآلهة والتواصل معها، والحفاظ على الاستمرارية والعلاقة بين العالم المادي والعوالم الداخلية الغامضة. والبوجا طريقة لتقديم الحب والحمد والشكر والدعوات للإله أو الآلهة.https://goo.gl/mR9znq [7] https://goo.gl/8CvWhu [8] تظهر عقيدة وحدة الوجود بجلاء في هذه العبارة. [9] نظم الدرر في تناسب الآيات والسور. [10] مجموع الفتاوى. [11] تفسير السعدي. [12] المهاريشي يوغي؛ مؤسس حركة التأمل التجاوزي وحركة التجديد الروحي في أنحاء العالم. وقد ادعى الألوهية والعياذُ بالله، وكفى بذي البصيرة أن يعلم هذا، فينأى بدينه وعقيدته عن لوثة الشرك والوثنية في ثوبهما الجديد!. [13] يقصد به نوع خاص من التأمل الذي يتجاوز الأفكار بواسطة المانترا والأوراد الروحية التي أساسها الفيدا وجملة من مصادر الهندوس المقدسة بغية الاندماج مع طاقة الكون، فهو تجاوز نطاق التفكير ونطاق المادة معاً!!، ويقابلها من ضلالات الصوفية فكرة الفناء!. كما يقابل فكرة مصدر الأفكار المزعومة مسمى الإشراق عند المتصوفة. [14] في حوار أجرته معه قناة العربية قبل موته بثمان سنوات. [15] هي الكتاب المقدس للديانة الهندوسية، وتحوي النصوص المقدسة من الترانيم والتراتيل لدي الآريين الهنود لتكريم الآلهة.https://goo.gl/fQXFN3 [16] يشهد لهذا الخبر الصحيح وهو قوله صلى الله عليه وسلم: "ما مِنكُم من أحدٍ إلَّا و مَعهُ الشَّيطانُ، قالُوا: و أنتَ يا رسولَ اللهِ؟ قالَ: و أنا إلَّا أنَّ اللهَ أعانَنِي عليهِ فأسلَمَ".