اقتحمت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال الصهيوني صباح اليوم الأربعاء باحات المسجد الأقصى المبارك، فيما وضعت جماعات صهيونية متطرفة أمس الثلاثاء حجر الأساس لكنيس "جوهرة إسرائيل" على بعد 200 متر من المسجد. وفي الأثناء، شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات في بلدة العيزرية شرق مدينة القدس ليلة أمس. وكانت شرطة الاحتلال قد شددت منذ فجر اليوم حصارها الشامل على المسجد الأقصى، بالتزامن مع دعوات جماعات "الهيكل" المزعوم لاقتحامه بمناسبة ما يسمى بيوم "توحيد القدس". وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال حرمت مئات الرجال الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً، والنساء من كافة الأعمار، من الدخول إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الفجر، وسمحت لكبار السن بالدخول بشرط احتجاز البطاقات الشخصية على الأبواب. وأشارت المصادر إلى أن تدافعاً واشتباكات بالأيدي اندلعت عند باب حطة -أحد أبواب المسجد الأقصى-، أدت إلى إصابة العديد من المصلين برضوض، من بينهم 3 أتراك. وفي داخل المسجد القبلي يعتكف الشبان منذ مساء أمس لصد الدعوات المتطرفة باقتحام المسجد الأقصى بأعداد غير مسبوقة، تحت شعار "في يوم القدس نصعد إلى جبل الهيكل". وكانت جماعات يهودية استباحت مساء أمس القدس القديمة، بمسيرات صاخبة رُفعت فيها أعلام الاحتلال، وجابت شوارع المدينة المقدسة إيذاناً ببدء احتفالات الاحتلال بما يسمى ب "يوم القدس" الذي يصادف الذكرى ال 47 لاحتلال ما تبقى من مدينة القدس وفلسطين عام 1967م. وشارك في المسيرات مئات المستوطنين والطلبة اليهود، انتهى بعضها عند بوابات المسجد الأقصى من الخارج، وخاصة عند باب الأسباط، ردد خلالها المشاركون هتافات عنصرية ضد العرب وأدوا رقصات صاخبة. وفي سياق متصل، وُضع مساء أمس حجر الأساس لكنيس "جوهرة إسرائيل" في قلب القدس القديمة على بعد 200 متر من المسجد الأقصى المبارك. جاء ذلك خلال مراسم احتفالية شارك فيها عدد من قيادات الاحتلال السياسية والدينية، في مقدمتهم نائب وزير الأديان "إيلي بن دهان"، ورئيس بلدية الاحتلال في القدس نير بركات، والحاخام "يسرائيل أريئيل" مدير معهد الهيكل، والحاخام "شموئيل ربنوفيتس" رئيس "صندوق إرث المبكى". وأبدى "أوري اريئيل"، في كلمة له، رغبته الوصول إلى تحقيق السيطرة المطلقة على المسجد الأقصى، وقال: "إننا في هذا اليوم وضعنا لبنة أخرى من لبنات بناء القدس، وهي خطوة رمزية نحو تحقيق الهدف الأكبر، فالقدس هي قلب الأمة". وأضاف: "نقف اليوم قبالة "جبل الهيكل" في وقت لم نصل إلى السيطرة والسيادة الحقيقية عليه، ولذلك فنحن نسعى ونعمل من أجل تحقيق السيطرة الكاملة على المسجد الأقصى". وقالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث إن حكومة الاحتلال ستموّل بناء الكنيس بشكل كامل بمبلغ 14 مليون دولار، وستقرّ هذه الميزانية الاستثنائية، خلال جلسة خاصة تعقدها اليوم الأربعاء. وأضافت المؤسسة أنه "بحسب الخرائط والوثائق والبروتوكولات والصور التي حصلت واطلعت عليها "مؤسسة الأقصى" فإن موقع الكنيس المُزمع إنشاؤه يقع في قلب القدس القديمة، وتحديداً في حارة الشرف المقدسية، والتي احتلها الاحتلال عام 1967 وصادر أرضها وهدم معظم بيوتها، واستبدلها بحي سكني استيطاني وأطلق عليه اسم" الحي اليهودي". وأشار البيان إلى أن الكنيس سيبنى على موقع هو في الأصل وقف إسلامي يتضمن مصلى إسلامي تاريخي، وقال "لكن الاحتلال يدعي أنه صادق مؤخرا على مخطط لترميم وإعادة تأهيل كنيس "جوهرة اسرائيل"، كان قد بني في السابق في هذا الموقع".