أعلنت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» في بيان أمس أن إسرائيل أقرت إقامة كنيس «جوهرة إسرائيل» في قلب البلدة القديمة في القدسالمحتلة. في الوقت نفسه، حذّرت المؤسسة من تبعات دعوات إلى تنظيم تدريبات يعقبها محاولة لتقديم ما يسمى ب «قرابين الفصح العبري» في المسجد الأقصى المبارك، بالتزامن مع دعوات إلى اقتحامات جماعية للأقصى، ومطالبة حاخامات وشخصيات أكاديمية إسرائيلية رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بالعمل قدماً من أجل بناء كنيس على جزء من المسجد. وأفادت المؤسسة على موقعها الإلكتروني أن اللجنة الفرعية للاعتراضات في اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في محافظة القدس، وهي لجنة تابعة لوزارة الداخلية الإسرائيلية، أقرت أول من أمس إقامة كنيس «جوهرة إسرائيل» (تفئيرت يسرائيل) في قلب البلدة القديمة بما يعني تسريع العمل للبدء ببناء هذا الكنيس والمشروع التهويدي، والذي لا يبعد سوى 200 متراً عن الأقصى لجهة الغرب، موضحة أن الكنيس سيتكون من أربعة طبقات فوق الأرض، وتعلوه قبة، إضافة إلى فضاء بنائي تحت الأرض. وقالت المؤسسة إن الاحتلال الإسرائيلي أقام في القدس القديمة ومحيطها حتى الآن نحو 100 كنيس ومدرسة يهودية، كل مدرسة منها يحتوي على كنيس، وانه يخطط لتهويد البلدة القديمة بكاملها خلال الأعوام العشرين المقبلة. لكنها أكدت أن صمود المقدسيين سيفشل مخططات الاحتلال. وأضافت أن الاحتلال يحاول استغلال هذه الكنس لتكثيف اقتحاماته للأقصى، مشيرة إلى أن الكنس كانت على مر السنين تخرج أفواجاً من المتطرفين الذي يدعون إلى هدم الأقصى وتهجير الفلسطينيين. وذكرت أن بعض قيادات الكنس «أفتى» أكثر من مرة «بإبادة الشعب الفلسطيني وقتل أبنائه»، مبيّنة أن سلطات الاحتلال تطوق الأقصى وتحاصره بتلك الكنس التي تعتبر أيضاً بمثابة تطويق استيطاني للمدينة المقدسة. ولفتت إلى أن الاحتلال بنى خلال السنوات الأخيرة كنيسيْن كبيريْن، أحدهما يسمى «كنيس الخراب» الذي أقيم على أنقاض مسجد ووقف إسلامي في حارة الشرف، والثاني «كنيس بيت اسحق» الذي بني على أرض ووقفية حمام العين على بعد 50 متراً عن حدود الأقصى من جهة الغرب. وحذرت من «خطورة هذا المخطط التهويدي كونه يضم أيضاً عرضاً للتاريخ العبري الموهوم، وكأن الكنيس مُقام منذ مئات السنين، وأن اليهود كانوا هناك بشكل كبير، بل إن الاحتلال يدعي خلال حفريات أجراها أخيراً في الموقع، وجود آثار من فترة الهيكل الأول والثاني المزعومين، وهذا عكس للرواية التاريخية الحقيقية». وأشارت إلى أن الاحتلال صادر حارة الشرف عام 1967، وحولها إلى ما يسمى «الحي اليهودي» الذي يضم الكثير من البيوت السكنية والمراكز السياحية. وبينت أن إقامة الكنيس الثالث على أرض وقفية يعني مصادرة أرض فلسطينية مقدسية، ما يشكل مركزاً جديداً لليهود والاستيطان في البلدة القديمة ومحيط الأقصى، مشددة على أن كل هذه المشاريع يندرج تحت مسلسل التهويد المتصاعد في البلدة القديمة». تدريبات ودعوات في الوقت نفسه، دعت «مؤسسة الأقصى» إلى ضرورة تكثيف شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى، وزيادة وتيرة الرباط الدائم والباكر فيه، مشيرة إلى إن «منظمات وجماعات يهودية نشرت إعلانات دعت فيها الجمهور الإسرائيلي إلى المشاركة في التدريبات والتجهيزات التي ستقيمها مساء الخميس الموافق العاشر من الشهر الجاري في موقع غربي القدس يحاكي كيفية تقديم قرابين الفصح العبري في جبل الهيكل، وهو المسمى الاحتلالي الباطل للمسجد الأقصى، على أمل أن يتم فعلياً تقديم القرابين في المسجد الأقصى بتاريخ 14 الشهر الجاري عشية عيد الفصح العبري، على حد قول الإعلان المنشور». وكانت منظمات يهودية نشرت صيغة بيان ورسالة بعثت أخيراً إلى «بيبي» (نتانياهو) تطالبه بالعمل وتسهيل الإجراءات والمساعي لبناء كنيس في الأقصى. ووقع على صيغة البيان عدد من الحاخامات من تيارات دينية متعددة، وأكاديميين. وجاء في البيان أن «بناء الكنيس موقت إلى حين بناء الهيكل المزعوم»، فيما أوضحت هذه الجماعات انه تم تأسيس جمعية تحمل اسم «جمعية يشاي لإقامة كنيس على الجبل المقدس». وأضافت المؤسسة أن «منظمات الهيكل المزعوم» دعت إلى حملة إعلامية مكثفة تقوم من خلالها بتغطية الأحداث الجارية في الأقصى بشكل مباشر (أون لاين) ابتداء من اليوم الموافق بداية الشهر العبري، وحتى انتهاء «الفصح العبري» في 22 الجاري. وأكدت «مؤسسة الأقصى» أن «ما ورد من دعوات ومطالبات بتقديم قرابين الفصح العبري في الأقصى، والدعوة إلى اقتحامه على مدار الأيام المقبلة، والمطالبات بتدخل مباشر من نتانياهو من أجل بناء كنيس في الأقصى، كل ذلك مؤشر خطير لتصعيد احتلالي واعتداءات على الأقصى، ويدلل إلى مدى الهستيريا التي وصل إليها الاحتلال الإسرائيلي وأذرعه التنفيذية». وطالبت «الأمة الإسلامية والعالم العربي والشعب الفلسطيني بضرورة عمل جاد وعاجل من أجل حماية الأقصى من جنون الاحتلال الإسرائيلي».