تستعد مكة لإستقبل أكثر من 50 مليون زائر سنوياً بعد خمس سنوات من الآن، فهل لدينا بنية تحتية تستوعب كل هذه الأعداد المهولة من البشر؟ فقد كشفت الأمطار كالعادة أن الوضع لم يتغير رغم تبرير أنصار الفساد بقولهم : إن مكة وادي ولا يمكن ضبط اندفاع السيول فيها .. عموماً نحن نقول لهم : هل جدة والرياض وتبوك أيضاً مجاري سيول !؟ وماذا عن طوكيوا وسيئول !؟ أليست مناطق أودية وجبال وزلازل ?.. لماذا ليس لديهم تلك المشكلة!؟ للمعلومية في مكة اليوم مشاريع تقارب ال 400 مليار ريال فيها كل شيء إلا الصرف الصحي، فما هذا التكتيك الغريب في تطوير البلد الحرام!؟ هل الجبيل وينبع أولى بالتطوير من مهبط الوحي؟ لماذا لا يكون لها ولمدينة الرسولصلى الله عليه وسلم هيئة مشابهة تماماً للهيئة الملكية للجبيل وينبع تطبق نفس المعايير والأفكار .. خاصة أن الفكرة قد نجحت لدينا نجاحاً باهراً فلماذا لا نكررها مرة أخرى ؟ إن موجة الأمطار الأخيرة لن تكشف لكم فقط وضع تصريف السيول والمجاري وإنما أيضاً حجم استعداد المستشفيات لإستقبال مرضى حمى الضنك حيث يستعد البعوض في هذه الأيام الإنطلاق من محاضنه بعد أن استوطنت المنطقة منذ سنوات قليلة. دول كثيرة لا تعطي القادم إليها فيزة دخول دون وجود تأمين طبي بما فيها السعودية .. فلماذا لا يلزمون شركات الحج والعمرة بالتأمين الطبي للزائرين والحجاج خاصة وإن كثير منهم يهلك بسبب انعدام الخدمات الصحية لزوار الحرمين، وهذا من شأنه أن يفتح باب الاستثمار الطبي وإنعاشه في المنطقة .. هل تعلم أن الحرم المكي الذي يزوره في بعض الأيام أكثر من مليونين شخص لم يخصص له لإستقبال المرضى إلا شقق مستأجرة في أبراج البيت .. يعني كورونا والضنك ولا مجاري ولا مستشفيات.