تعرض مسجد في شمال إسرائيل لهجوم ليل الأحد، نفذه مستوطنون على ما يبدو حيث أضرموا فيه النار وكتبوا شعارات على جدرانه الخارجية، وذلك في بلدة بدوية شمال إسرائيل، في عملية وصفتها الشرطة الإسرائيلية الاثنين بأنها "عملية تدفيع ثمن بالغة الخطورة". وقال المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفلد لوكالة "فرانس برس" إن المهاجمين أضرموا النار في المسجد الواقع في بلدة طوبا الزنغرية البدوية في الجليل الأعلى وألحقوا به أضراراً فادحة وقد دونوا على جدرانه الخارجية "دفع الثمن" و"الانتقام". كما كتبوا "بالمر" في إشارة إلى اشر بالمر المستوطن الإسرائيلي الذي قُتل مع طفله البالغ من العمر 18 شهراً في 23 أيلول/سبتمبر عندما فقد السيطرة على سيارته بعد أن رشقها فلسطينيون بالحجارة. وقال نتنياهو الذي أعرب عن "غضبه" في بيان أصدره مكتبه "إنه عمل مخالف لقيم دولة إسرائيل التي تعلق أهمية كبرى على حريات الدين والمعتقد". كما ندد وزير الأمن الداخلي إسحاق اهارونوفيتش بشدة بالهجوم. وقال في بيان "إن أي هجوم على مواقع مقدسة عمل فظيع ومشين لا يمكن التغاضي عنه". وأضاف "تكلمت مع قائد الشرطة الذي أطلعني على كيفية تعاطي الشرطة مع هذا الحدث وأبلغني بتصميمها على جلب المذنبين أمام القضاء بدون إبطاء". من جهتها، دانت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث التابعة للحركة الإسلامية في إسرائيل، الهجوم على المسجد. وأعلنت مؤسسة الأقصى في بيان أن "إحراق مسجد طوبا الزنغرية جريمة نكراء" مؤكدة أن "المؤسسة الإسرائيلية الرسمية هي التي تتحمل مسؤوليتها". وينتهج المستوطنون المتطرفون سياسة "تدفيع الثمن" بمهاجمتهم فلسطينيين وأملاكهم ردا على إجراءات الحكومة الإسرائيلية ضد المستوطنات. وتقع هذه الأعمال الانتقامية عادة في الضفة الغربيةالمحتلة، غير أن هجوما مماثلا وقع العام الماضي في بلدة ابطن العربية في الجليل. وأثار الهجوم مشاعر غضب في البلدة وقالت الشرطة إن بضع مئات من السكان أحرقوا إطارات وحاولوا قطع طريق في المنطقة. وقال روزنفلد لوكالة فرانس برس إن المحتجين ألقوا الحجارة على الشرطيين الذين ردوا بقنابل مسيلة للدموع لتفريقهم، موضحا أن ممثلين عن الشرطة يجرون اتصالات مع أعيان البلدة "سعيا لتهدئة الأوضاع". وأضاف روزنفلد أن قائد شرطة المنطقة الشمالية روني عطية شكل فريقاً خاصاً للتحقيق في الحادث وتم تعزيز الإجراءات الأمنية في المنطقة لمنع وقوع أي حوادث.