أكد حجاج إيرانيون قدموا للحج هذا العام من خارج إيران، أن المملكة هيأت كل السبل وبذلت كل المساعي، مستنفرةً مجهوداتها وطاقاتها البشرية؛ من أجل خدمة ضيوف الرحمن، باختلاف جنسياتهم ووجهاتهم القادمين منها، مثمنين حفاوة الاستقبال التي حظوا بها منذ أن وطئت أقدامهم الأراضي الطاهرة، وسرعة إنهاء إجراءات قدومهم بتعاون مختلف الجهات العاملة في شؤون الحج؛ ما أثلج صدورهم. وأضافوا أنه لو شاركت إيران في هذا الحج، فسوف تزعزع أمنه وتهدد سلاسته لتظهر للعالم أن المملكة غير قادرة على إدارة الحج وتنفيذ مخططها من أجل تسييس هذه الفريضة؛ حيث تعلم إيران في داخلها أن المملكة تقدم الكثير، سواء من مساعدات، أو حرص على استتباب أمن واستقرار المنطقة ومكافحتها الإرهاب بكافة صوره وأشكاله، مضيفين أن المشكلات بدأت تحصل في إيران بعد مجيء نظام "الملالي" في طهران تحت مظلة الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وأوضح الإعلامي والمقدم في تلفزيون روج كورد والمقيم في فرنسا جمال بوركريم، أنه لأول مرة يأتي إلى المملكة لأداء الحج، وما شاهده على أرض الواقع مغاير تماماً لما تروجه الدعاية الإيرانية المغرضة عن المملكة وشعبها الذي يحمل الحب والكرم والأصالة، صغيراً كان أو كبيراً، بل ويتنافسون على خدمة ضيوف الرحمن، وتقديم ما ينال إعجابهم ورضاهم، مضيفاً أن إيران تحاول جاهدة طمس هذه الصورة المشرقة لبلاد الحرمين – حفظها الله – القادرة بكل أمانة على إدارة الحج، بل وتقدم نموذجاً جلياً مميزاً في التعامل مع الحشود الغفيرة القادمة للحج باختلاف جنسياتهم وطبائعهم وتسيير تحركاتهم بكل سلاسة، رافضةً كل ما يعكر صفو رحلتهم الإيمانية. وبيّن مسؤول المكتب الإعلامي في حركة النضال العربي لتحرير الأحواز المقيم في الدنمارك يعقوب حر التستري، أن إيران عاجزة عن توفير أبسط الأشياء لشعبها. وفي إيران الفجوة كبيرة بين الشعب؛ حيث إن هناك 40% منهم يعانون من البطالة والصعوبة في الحصول على عمل بمعنى أنها فاشلة في إدارة شؤونها الداخلية. وقال إن إيران تتهم المملكة بعدم حرصها على وحدة المسلمين، وإيران في المقابل تتدخل في شؤون الآخرين، وتصريحات خامنئي نوع من التدخل في شؤون الدول الأخرى، كما هو حاصل في دول العراق وسوريا واليمن وتصدير الثورة التي تزعمها للسيطرة على المنطقة، فلا توجد دولة تمارس "إرهاب الدولة" ضد شعوبها وشعوب المنطقة إلا إِيران التي يدعم نظامها أي تحرك إرهابي. ولكن على الرغم من هذه المحاولات، خسرت إيران معركة تسييس الحج وتهديد أمن واستقرار الحجيج من عدة جهات، وغالبية من يعيشون في جغرافية إيران "الأحوازي، الكردي، التركي الأذري، البلوشي" عرفوا أن إيران هي السبب في منعهم لأداء الحج، وتضلل الرأي العام بأن المملكة هي وراء منع الحجاج الإيرانيين من أداء الحج. وتوقع أن يكون موسم الحج لهذا العام – بإذن الله – من أنجح مواسم الحج؛ لأن حملات الحج الإيرانية تأتي تحت إدارة الحرس الثوري الإيراني بشكل مباشر أو غير مباشر، والحجاج الذين يقدمون من إيران يعتبرون بكل صراحة رهائن لإدارة الحرس الثوري الإيراني وتحت ضغط شديد لينفذوا سياسات النظام الإيراني الرامية لتسييس الحج وتعكير صفو الحجيج. وقال الإعلامي والمحلل السياسي والمتحدث باسم الجبهة الشعبية لبلوشستان والمقيم في لندن رضا حسين بر: "لأول مرة آتي للمملكة لأداء الحج، وما شاهدته أغناني عن الوصف من رعاية واهتمام بضيوف الرحمن؛ حيث أجد مختلف الجنسيات دون استثناء يقدمون لأداء حجهم في صورة أبسط ما يقال عنها إنها أخوة الإسلام التي ينبثق منها الترابط والتلاحم.. لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى".