نشرت مجلة " Proceedings of the National Academy of Sciences" العلمية، ذات المصداقية العالية، تقريراً عن أحدث علاج وقائي ضد أخطر الفيروسات المميتة. وسلط التقرير الضوء على بخاخة أنف جديدة ومبتكرة تتميز بفاعليتها في وقاية الإنسان ضد الإصابة بعدة سلالات من الفيروسات المختلفة، بما فيها أنفلونزا الطيور وأنفلونزا الخنازير، بحسب الدراسة، التي أشرف عليها باحثون من جامعة سانت أندروز الاسكتلندية. وأشارت الدراسة إلى أن هذه البخاخة تكافح أيضاً كافة أشكال وصور فيروسات الأنفلونزا المقاومة للعقاقير في مراحل مبكرة جداً، وذلك عن طريق تغليف الغشاء الخارجي لمجرى الهواء التنفسي ببعض البروتينات التي تمنع فيروسات الأنفلونزا من الارتباط بجزيئات السكر التي تبطنها، وهذا يحمى الجهاز التنفس في المقام الأول من الإصابة بالعدوى، لأن تلك هي الخطوة الأولى والأخطر التي تعتمد عليها الفيروسات لتصيب أجسامنا. ويأمل العلماء أن تصبح هذه البخاخة خط الدفاع الأول ضد الفيروسات التي لم يتم تطوير لقاحات فعالة ضدها بعد، لافتين إلى أن فيروسات الأنفلونزا من الصعب جداً القضاء عليها؛ نظراً لأنها تتطور بشكل سريع، وتتعلم كيف تحمى نفسها من العلاجات المضادة للفيروسات التي يحصل عليها الإنسان. ويعتقد الخبراء أن هذه البخاخة المبتكرة ستسهم في حل هذه المشكلة، لأنها لن تستهدف الفيروس الذي يتطور بشكل سريع ويقاوم، وإنما ستحمى مجرى الجهاز التنفسي من الإصابة، لافتين إلى أن التجارب على الفئران أثبتت قدرة العقار على حمايتهم بشكل كامل من الإصابة بالفيروس الخطير "H1N1″ لأنفلونزا الخنازير، وذلك بعد الحصول على جرعة واحدة منه فقط، وهو ما يعد أمراً مثيراً للغاية. وأضاف الباحثون أن هذه البخاخة المبتكرة سيكون لها مستقبل واعد، خاصة أنها تتفوق على عقار التاميفلو، والذي أثبتت إحدى الدراسات الحديثة التي نشرت مؤخراً ضعف فاعليته، ويمكن أن يستخدم الإنسان هذه البخاخة بشكل يومي منتظم للوقاية، ويمكن أيضاً الحصول على الجرعة من خلال الاستنشاق، وعبروا عن أمانيهم في أن يجدوا التمويل اللازم لإتمام المرحلة القادمة من البحث العلمي، وإجراء التجارب الإكلينيكية على الإنسان.