هاجم الدكتور أحمد بن عبدالرحمن الصويان رئيس تحرير مجلة البيان رئيس رابطة الصحافة الإسلامية، الكتّاب الذين يقولون إن مركزية القيم يجب أن تدور حول الحضارة الغربية، وأنه يجب أن نندمج معها، مبيناً أنها ليست قضية ناشئة بل إنها موجودة منذ بداية الاحتكاك بالاستعمار. جاء ذلك في حلقة الليلة من برنامج ساعة حوار بعنوان: "معركة تغيير القيم" من تقديم الإعلامي فهد السنيدي. وقال: إن في علاقاتنا الحضارية هناك تواصل حضاري لا يمنع الاستفادة من القيم الإنسانية. وأكد الدكتور أحمد الصويان أن المشكلة هي أن الذي يصنع القيم ويسوقها يفرض سطوتها على العالم، وأن القوة هي التي تفرض القيم. وأوضح أن الفرق بين القيم الغربية وقيم الإسلام أن قيم الغرب ليست ثابتة، بل إنها متغيرة مرتبطة بالمصالح، وتنطلق من عدد من المحددات: أولها أنه قيم إنسانية، لا يوجد تأثير للجانب الغيبي فيها، وثانيها أنها قيم دنيوية، لا تنظر إلى ما بعد الدنيا، بل افعل ما تشاء في دنياك، وثالثها أنها تصنعها القوة. وقال: إنه في الإسلام العدل قيمة مطلقة بينما في الغرب فهو قيمة متغيرة ليست ثابتة أو مركزية؛ لذا فعلاقات الغرب بالآخرين تتصف بالازدواجية والكيل بمكاييل متعددة. وأضاف الدكتور الصويان أن معظم التيارات الفكرية العربية جعلت الغرب هو المنطلق وأوروبا هي القبلة التي نحج إليها، بينما هذه الأمة تملك منظومة فكرية وقيمية خاصة تميزت بها. وأشار إلى وجود محاولة لاستهداف الإسلام بسبب الخوف منه، ومحاولة استقطاب التيارات العلمانية، وإعادة تلميعها وتقديمها من جديد كبديل علماني، مشيراً إلى اجتماع تم في 2007 في فلوريدا أصدر وثيقة عن إصلاح الإسلام، قدموا خلالها إسلاماً جديداً يتماهى مع الغرب. وأكد الدكتور أحمد الصويان أن العلمانيين ليس لهم وجود في الشارع العربي. وأوضح أن هناك مساراً آخر لمحاولة تفريغ الإسلام من داخله حيث يقدمون إسلاماً متديناً هو الإسلام الصوفي يختزل الإسلام في الممارسات الشركية فقدموا التصوف بطريقة جديدة يمكن أن يقبلها الشباب. وأكد أن مشروع التطبيع مع العدو الصهيوني إنما هو خيانة، مبيناً أن الرفض الشعبي من جميع الشعوب العربية لمشروع التطبيع يدل على فشل الكيان الصهيوني الذي زرع في بيئة اجتماعية ترفضه تماماً ولا تزال تشعر أنه مغتصب مجرم ظالم. وبين الدكتور الصويان أن الاتفاقيات السياسية لن تغير من الوجدان المجتمعي والوجدان الشعبي على الإطلاق، مشيراً إلى أن مشروع التطبيع ما زال مشروعاً فاشلاً. وتساءل: ماذا قدمت تجربة التطبيع المصرية للمجتمع المصري؟ مبيناً أن تجربة أوسلو بنيت على التطبيع وتشكيل كيان فلسطيني، إلا أنه بعد مرور 30 سنة لا نحصد إلا العلقم مؤكداً أنه خسار سياسي لم يقدم شيئاً للأمة. ووجه الصويان حديثه إلى "المطبعين العرب" قائلاً: أنتم تسنون سنة سيئة. مؤكداً أن التطبيع خيانة حيث إن الشعب الفلسطيني الآن يُقتل حتى داخل القدس. وقال: إن قيم الليبراليين العرب هي قيم غربية، مبيناً أنهم استنسخوا الفكر والقيم الغربية وانسلخوا من هويتم، واندمجوا بقيم وثقافة الغرب وأخذوا قيمة الحرية، وجعلوها حرية التفلت الأخلاقي ولم يتحدثوا عن الحريات السياسية، كما أنهم يتحدثون عن قيم حقوق الإنسان وينتقون منها ما يتلاءم مع أهوائهم وشهواتهم، مبيناً أن هناك قدراً من التلون. وبين أن الديمقراطية قيمة غربية كان يروج لها، ولما أفرزت الإسلاميين، حتى الغرب بدأ يتلون، مشيراً إلى أن الليبراليين الأتراك رفضوا الانقلاب بينما الليبراليون العرب كانوا مع الانقلاب والاستبداد والتسلط على الشعوب. وأكد الدكتور أحمد الصويان أن هناك حملة غربية قوية على تشويه القيم وإسقاطها من خلال الإعلام الغربي، وإعلامنا العربي صدى لهذه الاستراتيجية، حيث يحاول أن يحقر المُثل ويقدم نماذج غاية في الإسفاف والانحطاط، ويجرج الأمة في أعز ما تملك، في قيمها؛ ليبعدها عن حاضنها القويم.