تعتبر البروتينات من الوحدات الغذائية المهمة جداً للجسم، لأنه في أمس الحاجة إليها من أجل بناء الأنسجة وصيانتها وتجديد ما تلف منها على مر السنوات. والبروتينات مركبات عضوية معقدة تتكون من وحدات أصغر تعرف باسم الأحماض الأمينية، وهذه الأخيرة تقسم إلى مجموعتين: واحدة تعرف بالأحماض الأمينية الأساسية التي لا يستطيع الجسم تركيبها، من هنا لا مفر له من تأمينها من طريق الأغذية. أما المجموعة الأخرى فتسمى بالأحماض غير الأساسية ويستطيع الجسم أن يصنعها بنفسه. يحتاج الشخص البالغ يومياً إلى البروتينات بمعدل غرام واحد لكل كيلوغرام من الوزن، وتزداد هذه الحاجة في فترات النمو، والمراهقة، والحمل، والرضاعة. ويعتبر اللحم الأحمر، لحم الدجاج، السمك، البيض، المكسرات، الجبن والبقوليات من أهم مصادر البروتينات. يبقى السؤال المهم، هل كثرة تناول البروتينات تزيد من بناء العضلات؟ أجرى علماء من جامعة تكساس دراسة على 34 شخصاً لاكتشاف تأثير استهلاك كميات كبيرة من البروتين على عملية بناء العضلات. وقام العلماء بإطعام المشاركين بالدراسة 30 غراماً من البروتينات (ما يعادل 115 غراماً من الدجاج أو السمك أو اللحم). فأظهرت النتائج زيادة معدل إنتاج بروتينات العضلات بنسبة 50 %. ثم أطعموا المشاركين كميات مختلفة من البروتينات تصل إلى 90 غراماً (ما يعادل 340 غراماً من اللحم لمعرفة هل يمكن زيادة معدل إنتاج بروتينات العضلات بنسبة 100 %. جاءت النتائج لتبعث على الدهشة، إذ أوضحت أن استهلاك 30 غراماً أو 90 غراماً من البروتينات يؤدي إلى الزيادة نفسها في معدل إنتاج بروتينات العضلات، وهذا ما يؤكد أن أول 30 غراماً فقط من بروتينات الطعام تستخدم لإنتاج بروتينات العضلات، لذلك لا حاجة إلى أخذ المزيد لأن هذا من شأنه أن يتعب أجهزة الإطراح للتخلص من الكميات الفائضة.