تظاهر نحو 200 بوذي يتقدمهم عدد من الرهبان في شوارع منغدو بولاية أراكان في بورما، احتجاجا على وجود المسلمين الروهنجيا في الولاية مطالبين بإخراجهم منها وعدم شملهم في التعداد القادم. وردد المحتجون هتافات تحذر الحكومة من مغبة شملهم في التعداد وأن من يعترف بمصطلح الروهنجيا هو عدو للديانة البوذية، داعين إلى استمرار قانون عام 1982م الذي يحرم المسلمين الروهنجيا من المواطنة. وأشارت مصادر إخبارية أن الحشد شمل الأطفال والنساء من البوذيين وأعلنوا استعدادهم للتحرك ضد الحكومة في حال وافقت على وضع خانة خاصة للمسلمين الروهنجيا في التعداد الذي سيجرى من 29 من مارس حتى 10 من أبريل من العام الجاري. وقال أحد كبار المعلمين الروهنجيين إن الغرض الأساسي من هذه المظاهرات هو إثارة القلاقل من جديد في قرى ومناطق الروهنجيا قبل إجراء التعداد، متهما الحكومة بالتواطؤ في ذلك بتغاضيها وعدم اتخاذ أي إجراء ضد هؤلاء المتظاهرين. إلى ذلك تشهد ولاية أراكان مؤخرًا ازدياد حالات الوفيات والمرضى بين مسلمي الروهنجيا خصوصا الأطفال وكبار السن منذ قرار الرئيس البورمي ثين سين بطرد منظمة أطباء بلا حدود ومنعها من مزاولة عملها وتقديم خدماتها بحجة انحيازها إلى الروهنجيين على حساب البوذيين. وتتجاهل السلطات البورمية المعاناة الصحية للروهنجيين والتي تتفاقم يوما بعد يوم وهي تتذرع بانشغالها بالاستعداد لتنفيذ عمليات التعداد السكاني المزمع إجراؤها نهاية الشهر الجاري. وأفاد مراسل وكالة أنباء أراكان أن السلطات الحكومية في بورما تقوم بالتحقيق بين أهالي قرية هاتي فارا في الحرائق التي اندلعت بها قبل يومين ونتج عنها احتراق ما يقرب من 100 منزل روهنجي. وأضاف المراسل أن السلطات تمارس العنف وتستخدم أساليب قمعية خلال إجراء التحقيق في محاولة منها لانتزاع اعترافات غير صحيحة من أهالي القرية، إضافة إلى ممارسة ضغوطات شديدة على نساء القرية خلال التقاط صور لهن وهن بشرن بأيديهن إلى مواقدهن. يذكر أن هذه الحرائق التي اندلعت في قرية هاتي فارا قد تزامنت مع حرائق أخرى اندلعت في قريتي خير عدن وميروا لله، وذلك ما يشير إلى وجود شبهة جنائية بتعمد إضرام هذه الحرائق من قبل البوذيين استمرارا لسياسة التطهير العرقي الممنهج الذي تنفذه حكومة بورما بالتواطؤ مع البوذيين ضد الأقلية المسلمة في أراكان.