يبدو أن "نوكيا" قد استوعبت الدرس جيداً، وبالتأكيد فهي لا ترغب في تكراره. فبعد التأخر النسبي الذي أعاق الشركة الفنلندية عن المنافسة الجدية في سباق تطوير تكنولوجيا الهواتف الذكية وتركها صدارة ذلك السوق الواعد لتتقاسمها شركات منافسة مثل "أبل " و"سامسونج"، فإنه يبدو أن "نوكيا" تريد أن تعوض تأخرها بالمنافسة في مجال الأجهزة القابلة للارتداء. فقد سجلت شركة "نوكيا" براءة اختراع لنظام تحكم فيما أسمته بالشاشات القريبة من العين، وهو النظام الذي يتيح للشركة تطوير نظارات ذكية يمكن التحكم بها بأكثر من طريقة. وأوضحت "نوكيا"، في الملف الخاص ببراءة الاختراع، أن النظام يستخدم كاميرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء لتلقي الأوامر التي يمكن أن يعطيها المستخدم إلى النظارة بطريقتين. وأشارت "نوكيا" إلى أن المستخدم يستطيع إعطاء الأوامر للنظارة عبر حركات العين أو عبر حركات اليد، حيث يتم التعرف على تلك الحركات بدقة بالغة بواسطة كاميرا الأشعة تحت الحمراء. وضم المثال الذي عرضته الشركة، ضمن براءة الاختراع، نظارة مدمج بها كاميرا صغيرة مسلطة على عين المستخدم لتلقي الأوامر التي تُعطى عبر حركة العين، وكاميرا أخرى ترصد مدى نظر المستخدم لتلقي الأوامر عبر حركات اليد أو الإيماءات. واستعرضت الشركة كذلك ضمن براءة الاختراع خاصتها عدد من الحركات التي يمكن برمجة نظام التحكم بالنظارة لتحويلها إلى أوامر، سواء الحركات التي يمكن أداؤها عبر تحريك راحة اليد أو الأصابع أمام النظارة أو عبر الغمزات البسيطة بالعين، حيث يستطيع المستخدم عبر تلك الحركات التنقل بين وظائف النظارة وقوائمها الرئيسية واختيار المناسب له. ولم تكشف "نوكيا" عن أي معلومات حول إمكانية استخدام براءة الاختراع تلك في أي من المنتجات التي قد تطلقها قريباً، على الرغم أن الشركة قد حصلت خلال الفترة الماضية على عدد من براءات الاختراع المتعلقة بالنظارات الذكية. وكانت "نوكيا" قد سجلت منتصف العام الماضي براءة اختراع لطريقة عرض المعلومات على الزجاج الشفاف المستخدم في صناعة النظارات الطبية، كما حصلت في سبتمبر الماضي على براءة اختراع أخرى لمستشعر لتتبع حركة العين قابل للاستخدام بالأجهزة القابلة للارتداء.