أصدر عضو الإفتاء بالمنطقة الشرقية الشيخ خلف بن محمد المطلق، بياناً حول زيارة علي الجفري لأخيه الشيخ عبدالله المطلق، وتتضمن رداً على المقال الذي نشره الجفري عقب الزيارة، موضحاً خلاله بعض النقاط وتفاصيل اللقاء، نافياً الاتفاق معه على أي شيء يخالف الشريعة والسنة النبوية المشرفة. وقال الشيخ خلف بن محمد المطلق إن أخيه الشيخ الدكتور عبدالله المطلق، عضو هيئة كبار العلماء، تلقى طلباً من علي الجفري لزيارته؛ فأجابه الشيخ عبدالله اتساقاً مع عادتنا في فتح الأبواب واستقبال عامة الناس وخاصتهم. وأضاف "دُعيتُ إلى اللقاء من أخي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله المطلق فأجبت رغبة في لُقيا الشيخ علي الجفري والحوار فيما نختلف وإياه عليه من أصول الدين". وتابع "ساد اللقاءَ جوٌّ من التقدير والاحترام، وتم الحوار في عدد من أصول الدين التي خالف فيها الصوفيةُ عقيدةَ أهل السنة والجماعة، كتقسيم الدين إلى علم حقيقة وعلم شريعة وصرف شيء من العبادات لغير الله من دعاء وطواف ونذور وغيرها، وكذلك ما يتعلق بصرف شيء من أفعال الربوبية لغير الله ممن يسميهم بعض الصوفية بالأقطاب ويدّعون أنهم يدبرون الكون ويعملون ما لا يقدر عليه إلا الله". ولفت أن الحوار تطرق لعدد آخر من المواضيع التي قال بها ونسبها للدين بعضُ شيوخ الصوفية كابن عربي وغيره ممن يقولون بالحلولية أو وحدة الوجود. ولعل الشيخ علي الجفري بالغ من شدة الفرح ونسب للشيخ عبدالله احترامه لاجتهادات المدرسة الصوفية وكأن الخلاف بيننا والشيخ علي الجفري يسير وسائغ، وهذا مجانب للصواب، فلم يصدر من الشيخ ولا مني شخصياً أي تقدير لمظاهر شرك أو بدع، فكيف يجتمع النقيضان "التوحيد والشرك" أم كيف يتلاقا الضدان "السنة والبدعة". واستطرد الشيخ خلف قائلاً: "ثم ومع الأسف فقد ألمح الشيخ علي الجفري في مقالته إلى جهل علماء السنة بمذهب الصوفية وعدم التحقق مما ينسب إليهم من أقوال، وكأننا ما شابت لحانا في البحث في بطون كتب السنة والصوفية والمناظرة لأشياخ الصوفية في بلاد العرب والعجم، بل كل ما ذكرناه عن الصوفية وناقشنا فيه الشيخ علي الجفري موجودٌ في كتبهم ومسجل في محاضراتهم ومنهم الشيخ علي الجفري ولا ينكره إلا جاهل أو مكابر". ولفت الشيخ خلف أن مما يحسب للشيخ علي الجفري أنه استنكر شيئاً مما قاله ودعا إليه بعض علماء الصوفية مثل وحدة الوجود والحلول والطواف بغير الكعبة ورفع التكليف عن خاصة الخاصة فشكرنا له ذلك، وطلبنا منه إصدار بيان في ذلك تنبيهاً للغافلين وتحذيراً لمن يرى هذا من علماء الصوفية. فنحن نؤمن أن الصوفية تختلف طُرقها ما بين مُقلٍ ومستكثر من أنواع الشرك والبدع. وقد بقيت الخلافاتُ الأخرى بيننا قائمةً وقد تواعدنا باللقاء والحوار في جلسة أخرى. وفي نهاية بيانه أوضح الشيخ خلف أنه لم يكن من عادتنا إصدار مثل هذه البيانات، ولولا أن الشيخ علي الجفري قد كتب مقالته في لقائنا لما تجشمنا عناء الحديث عن الزيارة، إذ هذه اللقاءات من عادتنا والضيافة من أخلاقنا ومجالسنا مفتوحة للمسلمين بمذاهبهم بل ولكل إنسان مسلم أو كافر. وأخص بالشكر والذكر أخي الشيخ عبدالله المطلق الذي لم يخل بيتُه من الضيوف بجميع مشاربهم والسائلين في الليل والنهار. حر إذا جئته يوماً لتسأله:: أعطاك ماملكت كفّاه واعتذرَ يخفي صنائعهُ والله يظهرها:: إن الجميلَ إذا أخفيته ظهرَ وختم بقوله: أسال الله أن يهدينا والشيخ علي الجفري إلى كلمة سواء، وأن يعيننا على الاحتكام إلى كتاب الله وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم "وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ" وقد نصحت الشيخ علي الجفري وبيّنت له أن الشعوب الإسلامية، ولله الحمد ومع انتشار العلم والثقافة، قد هجروا هذه الطرق الصوفية لمخالفتها للدين والعقل، وأخصّ بالذكر أهل حضرموت واليمن ودول الخليج، وصلى الله على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً.