الزوج الظالم والأب الظالم الضال التائه عن بيته المضيع لأسرته هو من أخطر المصائب التي حلّت بمجتمعنا في السنوات الأخيرة، يعيش مع أصحابه في شقة مستأجرة تاركاً بيته وأسرته، أو مشغولاً بأعماله الحرة الكثيرة، أو سفريات كثير منها ماجن للفساد، وكل ذلك ولا يهمه أمر زوجته وأبنائه وبناته. فالسائق الأجنبي مصيبة، وخطره على الصغار من الأبناء والبنات لا يخفى.. التدخين والمخدرات يأكلان الأبناء من بنين وبنات في كثير من البيوت وهو لا يحس ولا يهتم.. الزوجة داخلة خارجة وهو لا يدري.. تفكك الأسرة من أخطر ما يواجه البيوت في مجتمعنا.. ما نراه من تبرج النساء والفتيات وترددهن على المولات والأسواق ملقيات بأرقامهن هنا وهناك بدعوى المعاملات التجارية ونقاط الصيدليات وفي المطاعم وعدم التزامهن بالحجاب الشرعي الصحيح هو من نتائج هذا الإهمال.. من نتائج إهمال الزوج/ الأب لبيته التفريط في الصلاة من قِبل الأبناء والبنات.. لأن الصغير يحتاج إلى مَن يأمره بالصلاة ويكون قدوة له في أدائها.. فالصغير الذي لا يرى أباه إلا دقائق في اليوم ولا يصحبه إلى المسجد يشب على عدم الاهتمام بالصلاة.. وإثمه وإثم الأسرة كلها في رقبة هذا الأب الظالم الذي آثر الشلة الفاسدة على بيته وآثر تجارة كاسدة وسفريات ماجنة على القيام بواجبه.. إن مأساة مجتمعنا اليوم هي مأساة الزوج الظالم والأب التائه عن بيته وعن مسؤولياته وقد جاء في الحديث (كفى بالمرء إثماً أن يُضيع مَن يعول) يوم القيامة لن تزول قدماك أيها الأب الظالم لأهله حتى تُسأل عن بيتك وزوجتك وأبنائك (والرجل راعٍ في أهل بيته ومسؤول عن رعيته). أيها الزواج أيها الأب، والله الذي لا إله غيره لا خير فيك إذا لم تقم بواجبك بيتك وإذا لم تؤدِّ أمانتك ومسؤوليتك كما يريدها الله قال تعالى (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا). هؤلاء المساكين من زوجة وأطفال يحتاجون لرعايتك واهتمامك وتوجيهك ونصحك، يحتاجون الأمان في ظلك.. يحتاجون الحماية من هذه الخطاطيف المهلكة من مخدرات ولواط وزنا وإلحاد جلبته وسائل التواصل الإعلامي بكل صورها وجلبها مروجو المخدرات الذين يستهدفون أبناءك وبناتك كي تروج تجارتهم.. أيها الزوح أيها الأب: نحن في زمن مخيف خطير مدمر لفلذات الأكباد، الأخطار في كل زاوية ووراء كل منعطف بل وفي عقر دارك.. هذا الجوال يفعل فعله المدمر للنساء والأبناء والبنات والخطير أنه يفعل ذلك حتى وأفراد الأسرة مجتمعون فهي تتواصل وهو يتواصل وهو جالس مع أمه وأبيه وإخوانه، هل رأيتم مبلغ الخطر وسهولته في الفتك بالأبناء والبنات؟.. فإذا أضفت إليه وإلى كل الأخطار المدمرة التي لا يخفى أمرها على أحد، إذا أضفت إليها غيابك عن أسرتك فماذا بقي لهم ليصد عنهم هذه الوحوش الكاسرة؟. أيها الأب: لو تعرض ابنك لمرض طارئ ألست تخاف عليه وتذهب به هنا وهناك طلباً للشفاء.. فمخاطر إهمالك لأسرتك أخطر من المرض، إن هذا الغياب عنهم قتلٌ لدينهم وإسلام لهم للمخدرات والدخان والانحرافات الأخرى، تركك لهم لسائق أجنبي مستعد ليقوم بكل شيء متى حانت له الفرصة وأمن العقوبة من أعراضهم، فمع كثرة تعامله معهم يثقون به ويألفونه فيسقطون ضحية له برضا وبراءة، فاتق الله أيها الأب الظالم. اللهم اهدِ الآباء للقيام بواجبهم واستشعار مسؤوليتاهم عن فلذات أكبادهم.