أبدى عدد كبير من حمَلة الدكتوراه من خريجي جامعات الوطن، بالإضافة إلى الجامعات في الخارج، استغرابهم الشديد من تنصُّل الجامعات السعودية، من تعيينهم بحجج واشتراطات غير منطقية وانتقائية مبنية على العلاقات الخاصة والمصالح التي قد يظفر بها البعض ويجد فرصته في إحدى الجامعات، وفي ظل الكفاءة العالية التي يتمتع بها الدكاترة لدينا والتي أثبتت جدارتها في كثير من جامعات العالم، إلا أنه لا يزال الدكتور السعودي لا ينال حقه المكفول نظاماً في التعيين بحسب الأنظمة المُتبعة، وتوصد كل أبواب المحاولات في وجهه بأنظمة واهية وغير منطقية أو بالتجاهل العجيب، بالمقابل يتمتع أساتذة ودكاترة غير سعوديين، تستقطبهم الجامعات من خارج البلاد باشتراطات سلسة واعتيادية وتمنحهم كل المميزات المكفولة نظاماً بالإضافة لمميزات تُمنح لهم بطرق غير معروف أساسها النظامي وبحرية مُطلقة. وقال الدكتور فايز الحارثي، "نحن في عصر الحزم والعزم والتحول في هذا العصر الزاهر وفق رؤية المملكة 2030 م، متسائلاً هل توقِد هذه الرؤية شمعة الأمل وتوهُج الطموح في الاستفادة من جميع حمَلة الدكتوراه من أبناء هذا الوطن، وتمكينهم من الالتحاق بالجامعات السعودية والقضاء على البيروقراطية التي تنهجها الجامعات في وضع شروط تعجيزية لمن يتقدم إليها من هذه الشريحة أم يخفُت الطموح ويتبدد الأمل ويضيع جهد سنوات من الجد والمثابرة حتى تم حصولنا على الدكتوراه". وأضاف، يجب أن يتخذ حيالهم الإجراءات المناسبة وفق ضوابط تحفظ حقوق كل من الجامعات وحاملي شهادة الدكتوراه؛ وإذا لم يكن هناك تدخل من قيادة هذه البلاد في حل هذه المأساة فستبقى الأمور على وضعها وكأنك يا "أبو زيد ما غزيت". وقال الدكتور عبدالله القرني، "الجامعات السعودية بفضل من الله تعالى ثمَّ بدعم من حكومتنا الرشيدة تخَّرج منها عدد من الدكاترة السعوديين المؤهلين وأصحاب قدرات عالية؛ لكنهم يفاجئون بأن الجامعات التي تخَّرجوا منها تتنكر لهم وتُفضِّل الوافد؛ بل تضع من العقبات والشروط على السعودي ما تطبقه مع زميله غير السعودي، إذ إن نسبة الأكاديميين غير السعوديين قد تزيد عن 40٪. وأكد "القرني"، "عندما تُعلن الجامعات عن وظائف فهي مجرد عروض للاستهلاك الإعلامي فقط، والحقيقة يقبل أحد بحجج واهية أو بشروط لا يوجد لها مثيل في الأجهزة الحكومية الأخرى، ومنها شرط التفرُغ بينما هذه الجامعات تستقطب دكاترة موظفين في بُلدانهم وغير متفرغين، ولو عُمِلت إحصاءات للمقارنة بين الدكاترة السعوديين وغيرهم لرأيت العجب العُجاب.