تجمع آلاف من المسلمين الفارين من أعمال القتل التي تقوم بها مليشيا "آنتي بلاكا" المسيحية في المطار العسكري ببانغي عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى على أمل مغادرة المنطقة، في وقت بدأت فيه القوات الدولية وعناصر الجيش الفرنسي جمع أسلحة المليشيات المتهمة بارتكاب أعمال تطهير ديني في حق المسلمين. كما لجأ عدد من المسلمين إلى الجامع الكبير وسط العاصمة، في انتظار أن تنقذهم القوات الأجنبية من عمليات القتل الدائرة في العاصمة. وقالت مصادر إعلامية إن مطالب الفارين من القتل داخل الجامع الكبير تتمثل في مساعدتهم على الانتقال إلى مناطق الشمال ذات الأغلبية المسلمة للنجاة من الأعمال العدائية ضدهم. ونقلت عنهم قولهم إن عددا من المسلمين تعرضوا للقتل، فيما أحرقت منازل كثير منهم على يد مسيحيين، موضحة أن المساعدات التي قدمت للنازحين شحيحة ولا تكاد تلبي أبسط متطلباتهم، مضيفة أنهم محرومون حتى من الخيام. ونزح حوالي مليون شخص من ديارهم إلى الطرقات والمخيمات فرارا من القتل، وأكد المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيرس أن ما يجري "كارثة إنسانية لا توصف"، وذلك على الرغم من انتشار سبعة آلاف جندي أجنبي أقرت الأممالمتحدة وجودهم بالبلاد لحفظ الأمن منذ بداية ديسمبر الماضي. وكشفت قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي الأسبوع الماضي النقاب عن مقبرة جماعية في معسكر وسط العاصمة بانغي، حيث اكتشف أحد جنود القوة المقبرة أثناء دوريته, ونقلت رويترز عن شاهد عيان قوله إنه رأى أكثر من 12 جثة في المقبرة، وقال المدير المحلي للصليب الأحمر باستور أنتوني بوجو إن فريقه أكد وجود مقبرة جماعية في المعسكر. واعتقلت القوات الدولية أمس عشرة عناصر من مليشيا "أنتي بلاكا" من المتهمين بارتكاب جرائم في حق المسلمين، وفشلت في إلقاء القبض على المسؤولين الرئيسيين من الذين خططوا لتلك الجرائم. ومن بين تلك العناصر الهاربة المنسق السياسي للمليشيا إدوارد نغيسونا الذي فرّ من منزله أثناء محاصرته، حيث دارت اشتباكات خفيفة بين مناصريه وبين القوات الدولية. وقال نغيسونا لوكالة الصحافة الفرنسية إن تلك القوات فشلت في القبض عليه، وأردف موضحا "لقد نجحت في الخروج، لا بد أن يخبروني لماذا يريدون القبض علي"، فيما علق النائب العام للجمهورية غيزلين غرسونغيت على فرار إدوارد بقوله "إنه العنصر الأهم الذي كان يجب اعتقاله والتحقيق معه". ومن ضمن الذين تم اعتقالهم الملازم هيرفي غانازوي الذي يقدم على أنه مكلف بالإشراف على العمليات داخل قيادة مليشيا "أنتي-بلاكا". في الأثناء، بدأت القوات المنتشرة حملة لنزع سلاح المليشيات المسيحية، حيث عثر داخل عدد من المنازل على أسلحة رشاشة وقنابل يدوية وأسلحة بيضاء وكمية كبيرة من الذخائر. وتوعدت الرئيسة الانتقالية لأفريقيا الوسطى كاثرين سمبا بنزا "أنتي بلاكا" بالحرب، متجاوبة مع تهديدات مماثلة أطلقها وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان وقادة القوات الفرنسية الأفريقية ضد الجماعة نفسها.