بمشاركة نخبة من المشايخ المختصين والمقرئات المختصات في الإقراء، وحضور أكثر من 150 مقرئة في مدارس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالرياض، أقام مكتب الإشراف النسائي بإدارة الشؤون التعليمية "الملتقى الأول للمقرئات"، مساء أمس، بقاعة التدريب بمقر الجمعية، وذلك ضمن مشروع الإقراء الذي يتبناه المكتب. وافتتح الملتقى بكلمة مديرة مكتب الإشراف النسائي منيرة الجوير، رحبت في مستهلها بالحضور، ثم تحدثت عن (مشروع الإقراء) وأفادت أن الهدف منه هو العناية بالمقرئات اللاتي لم ينلن حقهن من العناية والإبراز، ولم ترصد أعدادهن ومواقعهن، وبناء قاعدة بيانات خاصة بهن، وتعميم الفائدة منهن، واستكمال تأهيل من تحتاج إلى تأهيل، ومنح رخص الإقراء من الجمعية للجميع، باعتبار الجمعية جهة مختصة بتعليم القرآن، ويشرفها أن تزكيهن لكل من يريد الاستفادة منهن، موضحة المراحل التي مر بها بناء المشروع التي بدأت بإعداد مسوّدة له، ثم استقطاب كفاءات علمية عالية من المشايخ والمقرئين والمقرئات المتخصصين والمتخصصات، وتكوين هيئة استشارية منهم، لتحكيم مسودة المشروع والإسهام في تقويم مراحله وتفعيل آلياته، وجمع الملحوظات عليها ومعالجتها. ثم أجرى المكتب عن طريق قسم المناهج مسحاً للميدان لاستقطاب أسماء المقرئات في المدارس واستكمال بياناتهن فاجتمع له من ذلك عدد مثّل مفاجأة سارة فاقت التوقعات، ثم أقام دورة شاملة لجميع المقرئات في مدارس الجمعية، لتجديد العلم واسترجاع المعلومات وتبادل الخبرات ليكون ذلك تمهيداً للقائهن باللجنة العليا التي ستمنحهن بإذن الله رخصة الإقراء. ثم تحدثت عن الهدف من إقامة الملتقى الذي يعد الأول من نوعه في الجمعية، والذي جاء احتفاءً من المكتب بتلك الكنوز التي تضمها مدارس الجمعية من المقرئات، واحتفاءً أيضاً بضيفة الجمعية الكريمة المقرئة آمال إبراهيم. وأكدت في كلمتها على أن (مشروع الإقراء) لن يقف بإذن الله عند مرحلة منح الرخص، بل سيسعى المكتب إلى عقد دورات مناسبة للمقرئات حسب الاحتياج، وسيحرص على إقامة ملتقيات مماثلة لهذا الملتقى مع تطويرها وجعلها مواكبة لما يستجد. بعدها ألقى فضيلة الشيخ إبراهيم الأخضر بن علي القيم (شيخ القراء في المسجد النبوي) كلمة تحدث فيها عن التسلسل في تلقي القرآن، مؤكداً على ضرورة توحيد القراءة على ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، مشيراً إلى أن مثل هذه الدورات التي تستهدف من يعلم القرآن تهتم جداً بهذه الجوانب، والقصد الأسمى من ذلك هو التقارب في المعلومات والأسلوب التعليمي، وأن يكون الجميع على مستوىً عالٍ في القراءة والاهتمام بالنطق بكلمات القرآن، وهذه هي المهمة التي تسعى الجمعية المباركة لتحقيقها. ثم ألقى فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري أستاذ القراءات والتفسير بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، كلمة بعنوان "منهج السلف الصالح في القراءة والإقراء" ذكر فيها بعض المناهج الخاطئة التي يقع فيها الناس في القراءة والإقراء، مبيناً أن المنهج الصحيح هو ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. بعد ذلك كانت كلمة فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن فوزان العمر (رئيس قسم الدراسات القرآنية، والمشرف على كرسي تعليم القرآن الكريم – كلية التربية – جامعة الملك سعود)، تحدث فيها عن شروط وضوابط إقراء القرآن التي ذكرها أهل العلم وأهل الحديث عندما تكلموا عن شروط الرواية. تلاها كلمة الجمعية، ألقاها فضيلة الشيخ حمد بن سليمان العنقري (مدير إدارة الشؤون التعليمية) عبر فيها عن سعادته الغامرة بهذا الملتقى، وشكر القائمين والقائمات على تنفيذه، ودعا الجميع إلى تجديد النية وإخلاص العمل لله وحده جل وعلا. ثم أشار إلى دور الجمعية، والمسؤولية العظيمة الملقاة على عاتق العاملين في خدمة تعليم كتاب الله، مؤكداً أهمية الدور المنوط بالمقرئات في تعليم كتاب الله حفظاً وتلاوةً وتدبراً وربط الناس به، مهنئاً كل من ساهم وشارك في إنجاح هذه المشاريع. عقب ذلك ألقى فضيلة الشيخ الدكتور أحمد بن علي السديس؛ عميد كلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية بالجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة، كلمة أكد فيها أهمية العناية بالتأصيل العلمي، لأن كل علم من العلوم له أصول يأوي إليها، وطرق يستند عليها، ومشارب سار عليها أهله. ثم قدم فضيلة الشيخ الدكتور المقرئ عبدالله بن محمد الجار الله؛ رئيس مجلس إدارة المركز الخيري لتعليم القرآن وعلومه بالمدينةالمنورة، وعضو مجلس إدارة الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمدينةالمنورة، واستشاري طب الأسرة والمجتمع، ومستشار رابطة الحفاظ الخريجين بالرياض، مجموعة من الوصايا القيمة للمقرئات في مجالس القرآن، وختمها بإهداء بشارتين: الأولى: مشروع الأداء الصوتي: وهو عبارة عن جمع وحصر كل المسائل الأدائية التي يصعب على الطلاب أو المقرئين تعديلها. الثانية: تأسيس برنامج القراءة والإقراء بالمسجد النبوي للطلاب والطالبات, بالشراكة مع الجامعة الإسلامية. إثر ذلك، ألقت المقرئة آمال بنت إبراهيم عمر؛ المدربة المعتمدة في الإقراء من شيخ قراء المسجد النبوي الشيخ إبراهيم الأخضر، كلمة تحدثت فيها عن نفع كتاب الله عز وجل الذي انتفع به جميع الخلائق، وانتفع به الزمان والمكان فكان لمكة وشهر رمضان شرف نزوله فيهما، وأوضحت أن الشرف كل الشرف في ركاب هذا الكتاب، كما أشارت إلى الأثر العظيم للقرآن، فهو يحي القلوب، ويرفع وينفع، والذي يتعلم القرآن ويعلمه ينال خيري الدنيا والآخرة، وختمت حديثها ببعض التوجيهات للمقرئات. في ختام الملتقى قدمت الجمعية دروعاً تقديرية لأصحاب الفضيلة المشايخ المقرئين المشاركين في الملتقى، راجية لهم كل خير، فيما بذلوه من جهد وتعليم لا توازيه كلمات ولا يوفيه تكريم، ودرعاً تقديرياً أيضاً للأستاذة المقرئة آمال إبراهيم، مع الشكر الجزيل لها على عطائها وتفاعلها وتميز ما قدمته في دورة الإقراء، كما قدمت الجمعية إهداء للمقرئات. وأعربت المقرئات الحاضرات عن سرورهن بالملتقى، والفوائد التي جنينها منه، ونادين باستمرار مثل هذه الفعالية. من جهتهن، رفع منسوبات مكتب الإشراف النسائي بالغ الشكر والامتنان لأصحاب الفضيلة مسؤولي الجمعية على دعمهم وتأييدهم لكل مشروع يرون فيه فائدة وخدمة لأهداف الجمعية.