مع توقعات الأممالمتحدة بأن يزيد عدد اللاجئين السوريين على مليوني لاجئ خلال عام 2014 وعدد النازحين إلى 2.25 مليون نازح، ومع دخول فصل الشتاء ببرده القارس، وبدء العواصف الثلجية، تزداد مأساة لاجئي سوريا على الحدود يوما بعد يوم. حدود تركيا فعلى الحدود مع تركيا عبّر اللاجئون السوريون هناك، عن قلقهم من فصل الشتاء، حيث يعاني اللاجئون، من البرد القارس والأمطار الغزيرة، وهو ما يزيد من معاناة اللاجئين لاسيما الأطفال منهم، بحسب ما ذكرت وكالة الأناضول للأنباء. وتتزايد الخشية على صحة وسلامة اللاجئين السوريين في المخيمات، الذين تشكل النساء والأطفال غالبيتهم، ولا تتوفر لهم مصادر التدفئة الضرورية، في ظل تدني درجات الحرارة إلى ما يقرب من حالة التجمد، حيث يشعل اللاجئون السوريون نيراناً أمام مخيماتهم، التي نصبوها تحت أشجار الزيتون لتدفئة أنفسهم من البرد القارس. ويخشى مسؤولون وعاملون في مجال إغاثة اللاجئين السوريين، من تزايد معاناة اللاجئين في ظل ما وصفوها بأزمة الظروف الجوية القاسية، التي تصاحب فصل الشتاء في المنطقة. وبحسب إحصاءات هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية فإن عدد اللاجئين السوريين في تركيا تجاوز 600 ألف بينهم أكثر من 400 ألف يقيمون خارج مخيمات اللاجئين." وذكروا أن نحو 200 ألف سوري يقيمون في 21 مخيما للاجئين خاصة قرب مدن تقع على الحدود في حين اختار آخرون الإقامة في أماكن بالإيجار خارج المخيمات. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في أغسطس إن تركيا أنفقت بالفعل نحو ملياري دولار لإيواء اللاجئين. مفوضية شؤون اللاجئين من جانبها حذرت مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين من تفاقم الأوضاع الإنسانية للنازحين السوريين بسبب موجة البرد القارس، فيما أكد لاجئون سوريون في بلدة عرسال اللبنانية أنهم لم يحصلوا على أي مساعدات حتى الآن. وقالت المفوضية إنها سترسل مزيدا من المساعدات إلى اللاجئين السوريين في الداخل أو البلدان المجاورة، وحذرت من أن كارثة تواجه اللاجئين بسبب برودة الطقس التي تعيق تقديم المساعدات. وتحدثت مصادر من داخل الهيئة الأممية عن أن توقعات الأرصاد الجوية تشير إلى أن شتاء هذه السنة سيكون قاسيا، مما سينعكس سلبا على أوضاع اللاجئين بشكل مباشر. مخيم الزعتري وفي مخيم الزعتري بالأردن يقوم اللاجئون بوضع البلاستيك لوقاية خيامهم من المطر، بينما يضع آخرون البطانيات على جوانب الخيمة الداخلية للتخفيف من برد الليل، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى الصفر المئوي أو ما دونه. وفي إحدى الخيام تحدثت "أم محمد" لصحيفة الشرق الأوسط، وهي أم لأربعة أطفال من درعا، فقالت إنها لا تجد سبيلا لوقاية نفسها وأطفالها من البرد الشديد، فضلا عن المطر الذي قالت إنها وأطفالها باتوا يخافون قدومه، مشيرة إلى أن خيمتها، وعددا من الخيام المجاورة، اقتلعتها الرياح واضطرت وأطفالها إلى قضاء بقية الليلة في خيمة أخرى. وقد قامت الهيئة الخيرية الهاشمية قبل فترة بتوزيع مدافئ غاز بواقع مدفأة للعائلة الواحدة، كما يتم منح اللاجئ أسطوانة غاز يتم تبديلها كل 14 يوما، حيث يستهلك المخيم بمعدل ألف وخمسمائة أسطوانة غاز يوميا. وتوزع الهيئة على اللاجئين المدافئ والبطانيات، فضلا عن إرشادات السلامة العامة والتحذير من استعمال المدفأة داخل الخيام المكونة من القماش. وحسب ما أفاد به المتحدث باسم شؤون مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن إنمار الحمود فإن عدد المقيمين في مخيم الزعتري بلغ 63 ألفا و211 لاجئا. وأشار إلى أن العدد الكلي للاجئين السوريين في الأردن يبلغ حاليا قرابة 291 ألف شخص، لافتا إلى أن مخيمي "مريجب الفهود" في محافظة الزرقاء (23 كلم شمال شرقي عمان)، و"سايبر ستي" في الرمثا بمحافظة إربد (95 كلم شمال عمان) سيفتتحان نهاية الشهر الحالي. وقال إن السعة المبدئية لمخيم "مريجب الفهود" 5 آلاف لاجئ قابلة للزيادة السريعة التي تصل إلى 30 ألفا، بينما سيتم نقل اللاجئين الفرادي (من دون عائلات) إلى مخيم "سايبر سيتي". المخيمات اللبنانية وتبدي المفوضية السامية للاجئين للأمم المتحدة قلقها على آلاف اللاجئين السوريين الذين يعيشون في خيام هشة مستحدثة في مناطق لبنانية مختلفة، في ظل عاصفة قاسية مع درجات حرارة متدنية جداً. وأفادت تقارير وشهادات أن هؤلاء يرتجفون برداً في غياب وسائل التدفئة الكافية وتجتاح الماء العديد من خيمهم. وتعمل المفوضية السامية للاجئين لتأمين مستلزمات الشتاء، بما فيها أغطية ومبالغ مالية للحصول على وقود للتدفئة. وعبرت ليزا أبوخالد من المفوضية لصحيفة النهار اللبنانية عن قلقها حيال مصير آلاف الأشخاص الذين يقيمون في أكثر من مائتي مخيم غير رسمي في شرق البلاد وشمالها. وأضافت: "نحن قلقون لأن البرد قارس في منطقة البقاع، ونحن قلقون خصوصاً على اللاجئين الذين يعيشون في خيام، لأن بعض هذه الأمكنة تفتقر إلى الحد الأدنى من الحماية". وفي عرسال التي تستضيف عشرات آلاف اللاجئين السوريين، غطت طبقة من الثلج الأرض وأحاطت بمئات الخيام المستحدثة هنا وهناك. وقال عضو المجلس البلدي في عرسال وفيق خلف: "هناك برد قارس، درجة الحرارة تدنت خلال اليومين الماضيين إلى ما تحت الصفر خلال النهار، وكان الجليد يغطي الأرض، الآن الحرارة تتراوح بين درجتين وأربع درجات". وأضاف أن "اللاجئين السوريين يرتجفون من البرد، لا سيما أولئك الموجودين في الخيام. اجتاحت المياه العديد من الخيام، وهناك نقص في المازوت الذي يتدفأون عليه". وأشار إلى أن الجهات التي تقدم المساعدات تستمر في ذلك، "لكنها غير كافية"، داعياً إلى "بناء غرف من الأسمنت للاجئين، لأن لا حل غير ذلك، هناك الآن طبقة من الثلج تبلغ عشرة سنتيمترات، لكن نتوقع مزيدا من الثلج خلال الساعات القادمة".