أكدت مصادر لبنانية مطلعة أمس، وفاة 3 أطفال سوريين في مخيمات اللاجئين السوريين في عرسال؛ نتيجة البرد والصقيع، بعد تساقط الثلوج في المنطقة، بعد أن ضربت العاصفة "ألكسا" البلاد، وأشارت المصادر إلى أن الجهات المختصة تتوقع استمرار العاصفة لعدة أيام مقبلة، مما يزيد الأوضاع سوءا؛ لأن الخيام التي يعيش فيها اللاجئون غير مهيأة لمثل هذه الظروف. كما أكدت مصادر أخرى أن درجة الحرارة في المنطقة وصلت إلى 3 تحت الصفر حيث البرد الشديد. بدورها، أبدت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، قلقها على آلاف اللاجئين السوريين الذين قالت إنهم "يعيشون في خيام هشة مستحدثة في مناطق لبنانية مختلفة، ويواجهون عاصفة قاسية مع درجات حرارة متدنية جدا"، فيما أفادت تقارير وشهود أن اللاجئين يعيشون في ظروف بالغة الصعوبة، بسبب غياب وسائل التدفئة الكافية، واجتياح المياه والثلوج لعدد من خيامهم. وكان الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان، قد تابع أوضاع اللاجئين في ظل العاصفة الثلجية التي ضربت بلاده، وظل على اتصال مستمر مع رؤساء وقادة ومسؤولي الأجهزة والوزارات والإدارات المعنية من أجل حصر الأضرار ومساعدة اللاجئين. بينما توقعت مصلحة الأرصاد الجوية استمرار العاصفة لعدة أيام وتساقط الثلوج واشتداد غزارة الأمطار، مما يزيد من معاناة اللاجئين. من جانبه، قال وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال وائل أبو فاعور، إن الحكومة تبذل قصارى جهدها، وإن الجيش استدعي لتجهيز ملاجئ الإيواء لفصل الشتاء. وأضاف في تصريحات صحفية، أن مبعث قلقه الرئيس هو أن بعض اللاجئين يعيشون في مناطق فيضانات قرب نهر الليطاني. وتابع أنه يحاول نقل اللاجئين المقيمين قرب النهر الذي يفيض خلال العواصف في يناير، لكن لا توجد أماكن متاحة حتى الآن. وقال: "الأمر أكبر من طاقتنا. جربنا المساجد، والمدارس، وكل الأماكن المتاحة، لكننا نخشى وقوع كارثة". كما تعمل المفوضية العليا التابعة للأمم المتحدة على مدار الساعة لتأمين مستلزمات الشتاء، بما فيها أغطية حرارية ومبالغ مالية، من أجل الحصول على وقود للتدفئة. ورغم كل هذه الجهود، أشارت المسؤولة في المفوضية ليزا أبو خالد، إلى قلقها إزاء مصير آلاف الأشخاص الذين يعيشون في أكثر من 200 مخيم غير رسمي في شرق لبنان وشماله. وقالت: "نحن قلقون لأن البرد قاس في منطقة البقاع، ونخشى على حياة اللاجئين الذين يعيشون في الخيام؛ لأن بعض هذه الأمكنة يفتقر إلى الحد الأدنى من الحماية". أما في المخيمات التي تقع على بعد بضعة كيلومترات من الحدود في سهل البقاع، حيث يعيش أكثر من ألف شخص في ملاجئ بدائية. فقد كانت الأحوال أكثر سوءا، حيث اضطر اللاجئون إلى ملء الأكياس البلاستيكية بالتراب ليثبتوا بها الخيام، كما وضعوا إطارات السيارات والطوب فوق الهياكل الخشبية الضعيفة حتى لا تعصف بها الرياح. ويعيش أكثر من 835 ألف لاجئ في لبنان في مخيمات ومبان غير مستخدمة، أو مع أصدقاء أو أقارب. وقررت الحكومة اللبنانية عدم إيوائهم في معسكرات رسمية؛ بسبب الحساسيات المحلية بخصوص احتمال أن يبقوا بشكل دائم.