توفي الداعية الشيخ سعود بن محمد بن عبدالعزيز العوشن، عن عمر يناهز الثمانين عاما بعد صراع مع المرض، ووارى جثمانه الثرى عصر الاثنين. وكانت للشيخ العوشن جهود دعوية كبرى في جنوبالفلبين حيث ساهم رحمه الله في إنشاء عدد كبير من المساجد والجوامع، كما اعتنى عناية فائقة بالتعليم والتربية، واشتهرت أعماله في الفلبين بتركيزها وتأثيرها واستمراريتها. وأمضى، رحمه الله، ما يقارب الثلاثين عاماً يواصل فيها الليل بالنهار، ويسافر متنقلاً من مدينة لأخرى، ومن قرية لقرية، داعياً إلى الهدى، مرشداً للمسلمين، مذكراً الجميع بواجبهم تجاه دينهم. وعُرف "العوشن" بزهده في الدنيا مع أنها كانت بين يديه، ورغم إنفاقه الكثير على العمل الدعوي، إلا انه كان يلبس اللباس المتواضع، ويركب سيارة متواضعة. وكان هم الدعوة يشغل بال الشيخ ووقته، وفي وقت مرضه الذي توفي فيه كان لا يجد في نفسه نشاطاً إلا ومضى لإكمال عمله الذي بناه طيلة هذا العمر المديد، وكانت آخر رحلاته للفلبين قبل عام واحد، رغم المرض والإجهاد. وكان العوشن، رحمه الله، ذا فراسة في الرجال لا تكاد تخطئ، كما كان جواداً كريماً بيته عامر بالضيوف، وبابه مفتوح كل يوم للزوار، ومنذ ما يزيد على 40 عاماً وهو يقيم رحلة للعمرة في رمضان وأخرى للحج، يذهب فيها معه العشرات من أفراد العائلة والأقارب والأصحاب على نفقته الخاصة. وكان عميداً لأسرة "آل عوشن"، والمقدم فيهم، وصاحب الكثير من المبادرات، متواصلاً مع الجميع، محبوباً منهم، وكلمته مسموعة، ومحل تقدير. وكان بين الشيخ سعود العوشن والشيخ صالح الحصين عليهما رحمة الله صحبة وصلة، وقد ترافقا في عدد من الرحلات، وبينهما تشابه في صفتي التواضع والزهد. وكتب ابن أخيه "محمد العوشن" عدة تغريدات عن عمه، رحمه الله، عدّد فيها مآثره وحكى جوانب من حياته. وقال: "كان العم الشيخ سعود العوشن حريصاً على اجتماع شمل الأسرة، يبذل وقته وماله وجهده في ذلك، وكان يعلق في مجلسه لوحات متنوعة تشتمل على أسئلة يجعلها حديثاً لزواره، مثل: ما هدفك في الحياة؟، ما أولوياتك؟، ماذا ستقدم لدينك؟". وتابع: "كان حريصاً على صلة الرحم، ويكرر الزيارة ويقيم الولائم لمن يراه قد ابتعد عن لقاءات الأسرة، كما كان يقول للمسؤولين عن لقاءات العائلة: من لم يدفع سهمه فلا تشغلوه ولا تنفروه، وأنا أسدد كل عجز". رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته.