أكدت المملكة العربية السعودية عمق العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، واستمرار التعاون والشراكة بينهما بما يعزز تلك العلاقات في المجالات كافة. وجددت المملكة أهمية العلاقة بين مجلس الشورى والبرلمان الأوروبي التي تشكل أسس الحوار بين الجانبين، في ظل التطورات الدولية والإقليمية التي يشهدها العالم، انطلاقاً من علاقات المملكة المتميزة مع الدول الأوروبية كوحدات، ومع الاتحاد الأوروبي كمجموعة. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة بلجيكا ودوقية لوكسمبورج، ورئيس بعثة المملكة لدى الاتحاد الأوروبي السفير عبدالرحمن بن سليمان الأحمد، أمام بعثة العلاقات مع شبه الجزيرة العربية في البرلمان الأوروبي مؤخراً، حيث أبان فيها تقارب وجهات النظر بين المملكة والاتحاد الأوروبي في العديد من القضايا الجوهرية كتحقيق السلام في الشرق الأوسط، ومكافحة الإرهاب، ودعم برامج التنمية الدولية. وأوضح أن الاتحاد الأوروبي يعد الشريك التجاري الأول للمملكة؛ إذ بلغ حجم التجارة الثنائية 64 مليار يورو. وحول الأوضاع في المنطقة، جدد السفير الأحمد تأكيد المملكة أن قضية فلسطين هي القضية الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط، والسلام الشامل والعادل والدائم لا يتحقق إلا بانسحاب إسرائيل الكامل من كافة الأراضي العربية المحتلة عام 1967م، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية، طبقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. وقال سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة بلجيكا ودوقية لوكسمبورج: "لقد حظي الاعتداء على بعثتي المملكة في إيران بإدانة واسعة من دول العالم، ومنظماته الإقليمية والدولية، بما فيها مجلس الأمن الدولي، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي؛ انطلاقاً من مبادئ ميثاقها واستناداً إلى مبادئ وأحكام الاتفاقيات والقوانين الدولية. وأضاف: "أن تاريخ إيران مليء بالتدخلات السلبية والعدوانية في شؤون الدول العربية، ومن ذلك ما نراه في لبنان والعراق واليمن وسوريا التي تدخلت فيها بشكل مباشر من خلال الحرس الثوري والميليشيات الشيعية من لبنان والعالم، والقبض على خلايا تابعة لنظام إيران قامت بتهريب المتفجرات والأسلحة إلى البحرين والكويت، واحتلال الجزر الإماراتية الثلاث، وقيام النظام الإيراني بتهريب الأسلحة والمتفجرات وزرع الخلايا الإرهابية في المنطقة بما فيها المملكة، ودعم الجماعات الإرهابية كحزب الله في لبنان والميليشيا الحوثية في اليمن وحزب الله الحجاز بالمال والتدريب والسلاح، كل ذلك دليل واضح على هذه التدخلات في الشؤون الداخلية لدول المنطقة. وأشار السفير الأحمد إلى أن التدخلات الإيرانية التي لا تخدم مصالح إيران، ولا تخدم الأمن والاستقرار العالميين، مؤكداً حرص المملكة على أمن واستقرار المنطقة والدول العربية كلها، وهي حريصة جداً على التصدي للأهداف وللتحركات الإيرانية العدوانية. وحول الوضع في اليمن، جدد تأكيد المملكة على الالتزام الكامل بوحدته، واحترام سيادته واستقلاله، ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية وفق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل ومؤتمر الرياض، والتنفيذ غير المشروط لقرار مجلس الأمن رقم 2216 (2015). وبين أن المملكة تبذل كل ما في جهدها لمساعدة الشعب اليمني بتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية، وتسهيل إدخالها والتنسيق مع منظمات الأممالمتحدة، ومنظمات الإغاثة الدولية. وفي ملف الأزمة السورية، تطرق السفير الأحمد إلى موقف المملكة الثابت في الحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها وسلامتها الإقليمية، وحرصها على حل الأزمة السورية سياسياً؛ بناء على مبادئ (جنيف 1)، ودعمها للمعارضة السورية المعتدلة. وأكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة بلجيكا ودوقية لوكسمبورج موقف المملكة الثابت من نبذ الإرهاب والتطرف، بكافة أشكاله وصوره وأياً كانت مبرراته ومصدره وتجفيف مصادر تمويله، مبيناً أن المملكة من أوائل الدول التي استهدفها الإرهاب من عدة جهات سعت إلى زعزعة استقرارها، وأن أولوياتها تقتضي هزيمة الإرهاب، سواء جاء عبر جهات كتنظيم القاعدة، أو داعش، أو كان إرهاباً ترعاه دولة إيران ووكلاؤها.