حذر علماء ألمان يوم الجمعة من أن تطعيم اللاجئين السوريين فقط ضد مرض شلل الأطفال قد لا يكون كافيا لمنع عودة المرض الفيروسي إلى أوروبا بعد عقود من اختفائه. وقال العلماء في دورية لانسيت الطبية (Lancet) إن الخطر على أوروبا من عودة ظهور شلل الأطفال في سوريا يعود جزئيا إلى نوع اللقاح المستخدم بشكل عام في المناطق التي لم يظهر بها المرض لسنوات عديدة. وتأكد ظهور شلل الأطفال -الذي يسببه فيروس ينتقل عن طريق الطعام أو الماء الملوث- بين أطفال صغار في شمال شرق سوريا الشهر الماضي وهو أول ظهور للمرض هناك في 14 عاما. وقالت منظمة الصحة العالمية إن الفيروس ربما انتقل من باكستان-وهي إحدى الدول الثلاث التي لا يزال يتوطن بها المرض- وحذرت من أن ظهور المرض في سوريا يشكل تهديدا لملايين الأطفال في أرجاء الشرق الأوسط. وينتقل شلل الأطفال بسهولة من شخص لآخر ويمكن أن ينتشر بسرعة بين الأطفال لاسيما في الظروف غير الصحية التي يعانيها النازحون في سوريا أو في مخيمات اللاجئين المزدحمة في البلدان المجاورة. ويهاجم المرض الجهاز العصبي ويمكن أن يسبب شللا لا يمكن علاجه في غضون ساعات وتحذر منظمة الصحة العالمية بشكل متكرر من أن وجود طفل واحد مصاب بعدوى شلل الأطفال يجعل الأطفال في كل مكان في خطر. وفي دراسة نشرت في دورية لانسيت الطبية أشار مارتن أيخنر من جامعة توبنجن وستيفان بروكمان من مكتب الصحة العامة بمدينة ريوتلنجن الألمانية إلى أن معظم الدول الأوروبية تستخدم في الوقت الحالي لقاح شلل الأطفال المعطل (آي بي في) بدلا من لقاح شلل الأطفال عن طريق الفم (أو بي في) وهو النوع الحي للتطعيم. وعلى الرغم من أن لقاح شلل الأطفال المعطل فعال للغاية في الوقاية من مرض شلل الأطفال فإنه يعطي حماية جزئية فقط من الإصابة ومن ثم فهو أقل فاعلية إذا كان الفيروس ينتشر بشكل نشط. وأوضح الباحثان انه نظرا لأن أعدادا كبيرة من اللاجئين يفرون من سوريا سعيا للجوء في البلدان المجاورة وأوروبا فإنه توجد الآن فرصة لاحتمال عودة الفيروس إلى مناطق كانت خالية من شلل الأطفال منذ عقود.