اعلنت منظمة الصحة العالمية وصندوق الاممالمتحدة للطفولة (يونيسف) أمس الجمعة في جنيف ان حملة تلقيح مكثفة ضد مرض شلل الاطفال تجري حاليًا في سوريا وستة بلدان اخرى في الشرق الاوسط بهدف حماية 20 مليون طفل. وقد تم تلقيح نحو 650 ألف طفل في سوريا منهم 116 ألفا في منطقة القتال في دير الزور (شمال شرق) حيث سجلت اصابات اطفال بالشلل كما اوضح بيان لمنظمة الصحة العالمية واليونيسف. في وقت حذر علماء ألمان من أن تطعيم اللاجئين السوريين فقط ضد مرض شلل الأطفال قد لا يكون كافيًا لمنع عودة المرض الفيروسي الى اوروبا بعد عقود من اختفائه. وقال العلماء في دورية لانسيت الطبية إن الخطر على أوروبا من عودة ظهور المرض في سوريا يعود جزئيًا إلى نوع اللقاح المستخدم بشكل عام في المناطق التي لم يظهر بها المرض لسنوات عديدة. وتأكد ظهور شلل الأطفال -الذي يسببه فيروس ينتقل عن طريق الطعام أو الماء الملوث- بين أطفال صغار في شمال شرق سوريا الشهر الماضي وهو أول ظهور للمرض هناك في 14 عامًا. وقالت منظمة الصحة العالمية إن الفيروس ربما انتقل من باكستان -وهي احدى الدول الثلاث التي لا يزال يتوطن بها المرض- وحذرت من أن ظهور المرض في سوريا يشكل تهديدًا لملايين الأطفال في ارجاء الشرق الأوسط. وينتقل شلل الأطفال بسهولة من شخص لآخر ويمكن أن ينتشر بسرعة بين الأطفال لاسيما في الظروف غير الصحية التي يعانيها النازحون في سوريا أو في مخيمات اللاجئين المزدحمة في البلدان المجاورة. وتحذر منظمة الصحة العالمية بشكل متكرر من أن وجود طفل واحد مصاب بعدوى شلل الأطفال يجعل الأطفال في كل مكان في خطر. واشارت دراسة نشرت في دورية الألمانية، أن أعدادًا كبيرة من اللاجئين يفرون من سوريا سعيًا للجوء في البلدان المجاورة وأوروبا وتوجد الآن فرصة لاحتمال عودة الفيروس إلى مناطق كانت خالية من شلل الأطفال منذ عقود.