"مسلم.. عربي.. شاب.. متفوق" صفات نموذجية لشخص يصلح أن يكون "مشتبها به" في مجتمع يتحسس "أجهزة إنذاره" تجاه تلك الصفات الأربع، والتهمة "سابقة التجهيز" هي: الإرهاب. عندما وطأت قدماه أرض الولاياتالمتحدةالأمريكية قبل 5 أعوام، لم يكن يشغله سوى طلب العلم، وتحصيل أعلى الشهادات في مجال الهندسة، حتى يعود إلى المملكة لخدمة وطنه وأهله، إلا أن الأمور سارت في اتجاه آخر، جعلته يغادر "أروقة الجامعة" إلى "المعتقل". هو الشاب السعودي المبتعث خالد الدوسري (23 عاما)، الذي ينتظر قريبا تحديد جلسة استئناف على الحكم الذي أصدره بحقه القاضي الأمريكي في ولاية تكساس بالسجن مدى الحياة، في 13 نوفمبر 2012، بتهمة حيازة أسلحة دمار شامل. نبوغ.. وصدمة تلقى خالد بن علي بن محمد الدوسري تعليمه الابتدائي بمدرستي أبي بكر الصديق والمغيرة بن شعبة، وأكمل المرحلة المتوسطة بمدرسة الملك خالد المتوسطة، ثم واصل مشواره التعليمي الثانوي بمدرسة الأمير سلطان الثانوية، التي تخرج فيها بتقدير ممتاز ونسبة (99.32%) مما ساعده على الالتحاق ببعثة شركة (سابك)، التي ابتعثته عام 2008 إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية لمواصلة دراسة الهندسة الكيميائية. حط خالد رحاله في بلاد الأمريكان بتأشيرة طالب في جامعة ويست تكساس، لكن بعد هذا التاريخ بأقل من ثلاثة أعوام انقلبت حياته رأسا على عقب، بعدما داهمت قوة من مكتب التحقيق الفيدرالي (إف .بي. آي) منزله في منطقة لوبوك، واقتادته إلى الحبس. وذكر بيان وزارة العدل الأمريكية، تعليقا على الواقعة، إن السلطات وجدت في منزله موادا كيماوية، ومعدات لصنع شحنة ناسفة بدائية، وأن رسائله الإلكترونية وشريط البحث المسجل على الكمبيوتر كشف عن إعداده لمخطط لتفجير منزل الرئيس الأمريكى السابق جورج دبليو بوش في دالاس. وادعى البيان أن الدوسري كان "يعد للمخطط منذ سنوات، وقبل قدومه إلى الولاياتالمتحدة" وأن سعيه إلى نيل تأشيرة طالب كان جزءاً من المخطط، ونجحت السلطات في الوصول إليه عبر تعقب سجله الإلكتروني ومحركات البحث، إذ حاول الحصول على معلومات عن كيفية إعداد القنابل والقيام بالتفجيرات". وفي يوم 13 نوفمبر 2013، وقف الدوسري أمام هيئة المحكمة، صامتا حزينا، بعد أن فقد بعضا من وزنه، وكثيرا من نضارته وحيويته، ولم يعقب على الإطلاق على كلمات القاضي الذي قال: "إن الأدلة ثابتة ضد المدَّعَى عليه بسجلات الشركة الموردة للمواد الكيميائية التي طلبها، وغيرها من المواد الخطرة التي تُستخدم في صناعة القنابل الخطرة، إلى جانب تسجيلات فيديو وجهاز الكمبيوتر الخاص به الذي يدينه؛ حيث اتضح قيامه بالبحث عن محطات للطاقة النووية بالولاياتالمتحدةالأمريكية، والبحث أيضاً عن منازل ثلاثة جنود أمريكيين كانوا من المرابطين في سجن أبو غريب بالعراق". وكانت هيئة المحلفين قد أدانت بعد جلسات عدة الدوسري، ووجدت أنه مذنب في القضية، وفقاً للأدلة المقدَّمة من قِبل العملاء الفيدراليين الذين عثروا – وفقاً لملف القضية- على مواد خطرة في شقة الدوسري تُستخدم لصناعة القنابل. وأصدر القاضي حكمه بالسجن المؤبد على الشاب العشريني، ليتبدد حلم الشهادة العلمية الرفيعة، ويخسر الوطن مشروع مهندس نابغة.. ولو إلى حين. "تويتر" يدعم وشهد موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مساندة كبيرة من جانب المغردين لقضية خالد الدوسري ودعمه في محنته، وعادت القضية للظهور مجدداً خلال الأيام القليلة الماضية مع مرور سنة على الحكم، واقتراب تحديد موعد جديد لجلسة استئناف ضد الحكم الصادر بحق "الدوسري". وأطلق مغردون أكثر من هاشتاق لدعم القضية، مطالبين بالوقوف معه والمشاركة في دعم الهاشتاقات حتى تصل لصدارة الترند العالمي، ومنها هاشتاق #Indiana_Free_Khaled_AlDosari، و#كلنا_المعتقل_خالد الدوسري. وشهدت هذه الهاشتاقات مشاركات كبيرة، وقام أحد المغردين بإرفاق صورة للدوسري، بجسده النحيل، وهو مكبل بالسلاسل، وسط حراسة أمنية مشددة، وعلق قائلاً: "أمريكا تغتال شبابنا بطريقتها الخاصة.. دخول خالد للمحكمة وهو مكبل بالسلاسل والأسلحة". وذكرت صاحبة حساب "سيرين": "خالد سوف يعود إلينا قريبا.. بابتسامة تعلو وجهه، وسيصبح مهندسا مرموقا.. أثق في ذلك". وانتقد كثيرون مزاعم الولاياتالمتحدة حول حماية الحريات، بينما تواصل اعتقال واحتجاز العرب والمسلمين بمجرد الشبهات، حتى كتب أحد النشطاء غاضبا: "يا لها من قيم رخيصة.. وعدالة مجنونة"!. وعبارات مثل: "اصبر يا خالد.. كلنا معك".. و"اللهم يا فارج الهمّ ويا كاشف الغم فرّج همه ويسرّ أمره وفك أسره"، و"ننتظر عودتك سالما"، هي الأكثر تكرارا على الهاشتاق. "اللهم رده إلى أهله ردا جميلا" جاءت تعقيبا على تقارير صحفية تم نشرها مؤخراً تشير إلى أن حالة والديه لا تسر، حيث كان وقع الخبر عليهما شديداً، ودخلت والدته إلى أحد المستشفيات الخاصة لتلقي العلاج، نظراً لما تعانيه من أمراض، كما هو الحال مع والده، فهو رجل كبير، واعتقال ابنه منذ زمن أثر عليه سلبا. فيما انتقد كثيرون مزاعم الولاياتالمتحدة حول حماية الحريات، بينما تواصل اعتقال واحتجاز العرب والمسلمين بمجرد الشبهات، حتى كتب أحد النشطاء غاضبا: "يا لها من قيم رخيصة.. وعدالة مجنونة"!.