أكد الدكتور مصطفى الفقى مرشح مصر لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الفقر والبطالة من أهم التحديات التي تواجه الجامعة العربية في الفترة المقبلة، مشددا على ضرورة توفير فرص العمل وتعزيز وتمويل عمليات النمو لصالح الفقراء وإصلاح نظم التعليم وتنويع مصادر النمو الاقتصادي وزيادة الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي عربيا. كما أكد الدكتور مصطفى الفقى – خلال لقاء عقده اليوم الثلاثاء، بمقر السفارة المصرية بالرياض وحضره السفير محمود عوف سفير مصر بالمملكة العربية السعودية، على ضرورة أن تعطى جامعة الدول العربية الجانب التنموي البعد الرئيسي، مشيرا إلى أن ما يحدث بين الدول العربية من خلافات أو تباينات في وجهات النظر هي بين أشقاء. وأشار الفقى إلى أن الأمة العربية تواجه تحديات عدة فهي تستورد معظم غذائها من الخارج ، ومعدلات التجارة البينية بين دولها محدودة للغاية والوضع الاقتصادي في معظمها متدهور ، والبطالة تعصف بالشباب وربما هي أحد أسباب الثورات التي شهدناها مؤخرا، بالإضافة إلى الشعور بعدم الشعور بالطمأنينة تجاه المستقبل. وأكد الدكتور الفقى على ضرورة تحول الجامعة العربية إلى منظمة عربية إقليمية لها طابع تنموي، بالإضافة إلى مسئوليتها السياسية والاقتصادية والثقافية ، لافتا إلى ضرورة انعقاد مؤتمرات قمة متخصصة مثل مؤتمر للتنمية الصناعية وأخرى للتعليم في العالم العربي. وتساءل الفقى لماذا لا يتم توحيد بعض برامج التعليم في كل دول العالم العربي بحيث تكون مقررا واحدا أو اثنين فقط من أجل تشكيل وجدان مشترك لهذه الأمة. وشدد الدكتور مصطفى الفقى المرشح المصري لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، على أن الفقر هو أكبر التحديات التي تواجه الجامعة العربية والأمة العربية لأن معظم دولها تحت خط الفقر، مشيرا إلى أن الدول العربية القادرة لا تبخل وأن هناك مساعدات تأتى من الدول القادرة وبشكل واضح بعضها نعلمه وبعضها لا نعلمه، ولكن الأمر يحتاج إلى وضع برامج تدريبية ومشروعات تنموية في الدول العربية والعمل على تيسير انتقال الاستثمارات بين الدول العربية. وأشاد الدكتور مصطفى الفقى بموقف المملكة العربية السعودية الداعم لكل القضايا العربية، مؤكدا على أن مصر تاريخيا هي الأقرب لدول مجلس التعاون الخليجي وأن الروابط التي تربطها بدول الخليج قوية ومتينة. وأوضح الفقى، أن منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية يوجد في كل بلد عربي من يصلح له وهو ليس حكرا على مصر ولكن ظروف مصر الثورة حاليا توحي بأن سحب المنصب منها يبدو وكأنه رسالة سلبية للشعب المصري في هذه الظروف بالذات، مشيرا إلى أن بعض الدول وفى مقدمتها الجزائر طرحت في السابق موضوع تدويل المنصب لكنها في هذا التوقيت ومن منطلق حبها لمصر قررت ألا ترشح أحد تقديرا لظروف مصر وارتباطا بالشعب المصري. وقال الفقى، إنه زار المغرب وموريتانيا وتونس والجزائر قناعة منه أن منصب الأمين العام لا يجب أن يأتي بالتصويت لأن هذا قد يؤدى إلى انقسام داخل العالم العربي، مؤكدا أننا نسعى كما يسعى كل الأشقاء في العالم العربي إلى التوافق. وأشار الفقى إلى أن وظيفة أمين عام جامعة الدول العربية هي وظيفة تراضى بين الدول العربية وبالتالي لا يمكن التحكم فيها وهو ليس مقعد ثابت نطلبه حين نريد. وحول رؤيته لمستقبل الجامعة العربية خصوصا بعد الثورات العربية التي أطاحت بالنظم الاستبدادية ، قال الدكتور مصطفى الفقى المرشح المصري لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية – خلال لقاء عقده اليوم، الثلاثاء، بمقر السفارة المصرية بالرياض وحضره السفير محمود عوف سفير مصر بالمملكة العربية السعودية هناك مبادئ عامة يجب ترسيخها في مقدمتها احترام السيادة الداخلية للدول ، ثم الإيمان بأن العالم العربي قد تغير وأن هناك جيلا جديدا من الشباب يطل من العواصم العربية يطلب التغيير ، مؤكدا أن الأنظمة العربية الذكية هي التي تسبق شعوبها في الوصول إلى الإصلاح ولا تنتظر لحظة المواجهة. وأوضح الفقى، أن المبدأ الثالث هو الندية والمساواة في التعامل ، مشيرا إلى أن الأمين العام لجامعة الدول العربية هو باختصار رئيس جهاز الأمانة وهو ليس صاحب قرار فالقرار سيادي عربي لأنها منظمة عربية ، لافتا إلى أنه يجب عليه أن يقدم الاقتراحات والمبادرات والأفكار وأن يطوع جهاز الأمانة للجامعة لخدمة الأهداف العليا بكل حيدة وتوازن وموضوعية. وأكد الفقى أن المبدأ الأخير هو ضرورة أن تسعى الجامعة العربية لمواجهة المشكلات الملحة على معظم الدول العربية وفى مقدمتها قضية الفقر ومكافحته، ودعا إلى ضرورة تبنى الأفكار غير تقليدية والبرامج التنموية والمشروعات الاقتصادية كإنشاء شبكة طرق في العالم العربي وشبكة غاز وكهرباء وربط وعموما البنية التحتية ، مؤكدا أن المواطن لا تربطه بالقضية القومية إلا المصالح التي يشعر بها ، لافتا إلى أن الأمة العربية رغم كل ثرواتها الطبيعية والبشرية إلا أن معظم شعوبها تعيش دون خط الفقر . وحول الدور الذي يمكن أن تلعبه الجامعة العربية وخاصة في ظل التقارب المصري الإيراني وهو ما يقلق دول الخليج ، أوضح الفقى أن تصريحات الدكتور نبيل العربي وزير الخارجية المصري فسرت بطريق الخطأ ، مشيرا إلى أن الدكتور العربي واجهة رائعة للدبلوماسية المصرية بتاريخها وعراقتها وهو قاضى سابق في محكمة العدل الدولية وهو مندوب دائم في جنيف ونيويورك وهو لم يقصد أنه يسعى إلى التقارب مع إيران . وتساءل الفقى أليس من الأفضل لنا أن نقيم علاقات دبلوماسية مع إيران لأننا نكاد نكون الدولة الوحيدة التي ليس لها علاقات دبلوماسية كاملة مع إيران في المنطقة . وقال الفقى ، إننا عندما نرى دولة لها أجندة ونشعر أن لها رغبة في الهيمنة فلابد من أن نناقشها وهذا ليس معناه أن نوافقها بالعكس قد نكون شديدي الاعتراض على توجهاتهم وهذه رسالة تضامنية مع أشقائنا في الخليج. وأضاف الفقى، "عندما نرى أن إيران تهدد عروبة مملكة البحرين وتحاول المساس بعروبة العراق وتحتل الجزر الإماراتية الثلاث فعلينا أن نقول لها قفي عندك فليس هؤلاء وحدهم وأنا سأفتح الحوار معك". وتابع الفقى من الذي يقول إن إيران هي صاحبة الكلمة الوحيدة في التحدث عن مستقبل المنطقة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية ، وأضاف نحن دولة كبرى في المنطقة ونقول لها أنك لست المتحدث الوحيد عنها ومعظم دول المنطقة دول عربية وهى الأولى بالتقدم للتحدث عن مستقبل هذه المنطقة وليست إيران. ونبه الفقى إلى أن تصريحات الدكتور نبيل العربي وزير الخارجية المصري تصب في خانة الأمن القومي العربي بالدرجة الأولى وخصوصا أمن دول مجلس التعاون الخليجي . وأشار الفقى إلى أنه بالنسبة لجامعة الدول العربية فقد كانت هناك بعض الأفكار البناءة للأمين العام الحالي عمرو موسى يتحدث فيها عن ضرورة العلاقة بين الجامعة ودول الجوار وأخذت قدرا كبيرا من النقاش والقبول والتحفظ من البعض ولا زالت محل جدل وحوار ولكنه كان يقصد أيضا ضرورة توصيل وجهات النظر العربية بقوة إلى الأطراف الأخرى سواء الأتراك أو الإيرانيين أو الأخوة في القرن الأفريقي أو شرق أفريقيا كأثيوبيا على سبيل المثال . وحول إعلان السودان رفضها لترشيحه ، قال الدكتور مصطفى الفقى المرشح المصري لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية – خلال لقاء عقده اليوم، الثلاثاء، بمقر السفارة المصرية بالرياض وحضره السفير محمود عوف سفير مصر بالمملكة العربية السعودية، إن الإخوة في السودان غاضبون منه بسبب مداخلة له في محاضرة في 30 ديسمبر الماضي في المجلس المصري للشئون الخارجية قال فيها إن النظام السوداني يواجه أصعب الظروف وأسوأها في تاريخه وقوله أيضا أن النظام لم يتمكن من أن يجعل الوحدة خيارا جاذبا للجنوب ، مؤكدا أن هذا الكلام نقوله دائما على حد تعبيره. وأكد الفقى أنه وقف بشدة مع الرئيس عمر البشير ضد المحكمة الجنائية الدولية وطالب الغرب بالبحث عن مجرمي الحرب فى إسرائيل قبل أن يتحدث عن رئيس دولة عربية . كما أكد الفقى على أنه صاحب أكبر قدر من العلاقات والصداقات في السودان وأكثر من ذهب وسعى إليه ومن دعا إلى توثيق العلاقات وهو من طالب بإقامة فيدرالية بين مصر وشمال السودان بعد الاستفتاء الأخير ، معربا عن اندهاشه لما حدث . وأشار إلى ذهب مباشرة إلى الفريق عبد الرحمن سر الختم سفير السودان في القاهرة ووزير الدفاع السابق هناك والذي بدوره أخبره أنه سوف يرفع هذا إلى القيادة السياسية فى السودان ، موضحا أنه حاول أن يوضح بشكل كامل ما هو معروف سلفا من علاقات طيبة مع السودان ، مشددا على أنه لا يتصور أحد أبدا أن هناك مصريا يتخذ موقفا عدائيا مع السودا. وأكد الفقى أن مصر إن لم تكن إحدى دول مجلس التعاون الخليجي إلا أنها أقرب الدول العربية إلى مجلس التعاون ، مشيرا إلى أن دول الخليج تعلم ذلك كما نعلم نحن في مصر ، منوها إلى أنه عندما حدثت مأساة غزو للكويت وقفت مصر إلى جانب شقيقاتها في مجلس التعاون الخليجي .