نشطت في الآونة الأخيرة الدبلوماسية العربية قبيل اختيار المرشح الجديد لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، وكانت الدبلوماسية المصرية الأكثر حراكا في الأروقة الخليجية والعربية للحصول على دعم وتأييد مرشحها خلفا لعمرو موسى الذي تنتهي فترته في منتصف شهر مايو المقبل. وحول مصير هذا المنصب، أفاد الدكتور مصطفى الفقي، المرشح المصري لمنصب الأمين العام للجامعة العربية، أنه في حالة تعيينه خلفا لعمرو موسى فإنه سيسعى لإعداد مشروع متكامل لتطوير الجامعة بهدف خلق شبكة مصالح مشتركة بين الدول العربية. وقال الفقي في حوار أجرته «عكاظ» إن مفهوم القومية العربية والشعارات والعواطف قد ولى، مؤكدا أنه سيسعى لاستيعاب المتغيرات في الشارع العربي وقراءتها بشكل جيد لمعرفة احتياجات الشارع الحقيقية. وحول ترشحه لمنصب الأمين العام للجامعة قال «إن وزراة الخارجية المصرية رشحتني لهذا المنصب، الذي أتمنى تعييني فيه؛ لكي أستطيع المضي في تعزيز العمل العربي المشترك». وأضاف قائلا إنه يترك قرار تعيينه كأمين عام للجامعة للقادة والزعماء العرب. وتابع بالقول «إن لدى كل دولة عربية شخصيات بارزة ومؤهلة تستطيع أن تتقلد منصب أمين عام الجامعة العربية، وأن معظم الدول العربية والخليجية تدعم ترشحه لمنصب الأمين العام، مؤكدا أن المملكة كانت ولاتزال الداعمة الرئيسة لمصر وكافة أنشطة الجامعة العربية». وأكد أن مصر كانت ولاتزال حريصة على تعزيز علاقاتها مع المملكة والشعب المصري يراهن على الدعم السعودي. وحول رؤيته لترشح عبدالرحمن العطية لمنصب الأمين العام للجامعة قال إن العطية صديق عزيز وتربطه به علاقة جيدة ويكن له كل المحبة والاحترام، متمنيا له التوفيق والنجاح في حالة تعيينه في المنصب. واستطرد: إن المجال مفتوح أمام الجميع وأتمنى أن يتوافق العرب على مرشح موحد. وقال الفقي «إن قرار ترشيح العطية هو قرار سيادي قطري»، مشددا على أن القاهرة لن تطلب من مرشح الانسحاب لمصلحة مرشحها باعتبار أن كل المرشحين متساوون في الترشيحات، والقرار يعود إلى القادة. وأضاف أن اختيار القاهرة مرشح مصري يعود لأسباب لوجستية على اعتبار أن الأمين العام إذا كان من دولة المقر سيستطيع أن يمارس عمله من اليوم الثاني لتعيينه، كما أنه حتى إن تمتع بإجازته فإنه سيكون أيضا في مقر جامعة الدول العربية. وزاد إنه عندما نقلت الجامعة العربية من مصر إلى تونس جرى اختيار الأمين العام من تونس فأصبح هذه العرف عربيا وليس عرفا مصريا فقط. ويحمل الفقي الذي ولد عام 1944 درجة بكالوريوس اقتصاد وعلوم سياسية ودكتوراة الفلسفة في الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة لندن، كما عمل ملحقا دبلوماسيا في وزارة الخارجية، كما تقلد منصب قنصل مصر في لندن، ثم سكرتير ثان للسفارة المصرية (حتى عام 1975) ثم مستشار للسفارة المصرية في الهند (حتى عام 1983). وعمل الفقي بشكل مباشر مع كل من بطرس بطرس غالي وأسامة الباز ونبيل العربي عمرو موسى وأصدر «الكتب البيضاء» التي تدور حول تاريخ الدبلوماسية المصرية خصوصا والعربية عموما، كما عمل أستاذا للعلوم السياسية في أقسام الدراسات العليا بالجامعة الأمريكية في القاهرة لمدة تصل إلى خمسة عشر عاما، ثم مدير معهد الدراسات الدبلوماسية ثم سفيار مصر في فيينا وسفير غير مقيم لدى جمهوريات سلوفاكيا وسلوفينيا وكرواتيا. كما عمل كمندوب مقيم لمصر لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمات الأممالمتحدة في العاصمة النمساوية لمدة أربع سنوات، ثم مندوب مصر لدى جامعة الدول العربية ومساعد وزير الخارجية المصرية ومساعد أول وزير الخارجية (عام 2000) ثم رئيس للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب (2001 2010) ونائب لرئيس البرلمان العربي منذ إنشائه (2005) ثم رئيس للجنة الشؤون العربية والعلاقات الخارجية والأمن القومي بمجلس الشورى (2010). ويعتبر الفقي خبيرا في الشؤون العربية والفكر القومي منذ أن كان رئيسا لاتحاد الطلاب في الجامعة حتى الآن، وله دائرة علاقات واسعة مع المسؤولين العرب والمفكرين والمثقفين في معظم العواصم العربية.