رأيت حديثا عدة حالات لمرضى رجالا ونساء.. استهزاؤا بالضغط ولم يحملوه محمل الجد.. فدفعوا الثمن غاليا من صحتهم: الأول: (ناصر) رجل في الأربعين من عمره له 15 سنة يعرف أن معه ضغط ولكنه مرة يحاول بالحمية ومرة بترك التدخين وإنقاص الوزن.. وإذا اشتد عليه الضغط بالصداع وضيق التنفس أخذ الدواء فترة من الزمن حتى ينتظم الضغط.. ثم يوقف الدواء!! ذلك لأن من حول (ناصر) أقنعوه أن الأدوية سموم تضر الجسم أكثر مما تنفعه… وما هي إلا مكاسب لشركات الأدوية على حساب صحة الناس!!.. وفي النهاية فإن جهل (ناصر) قاده إلى قصور الكلى والحاجة إلى الغسيل الكلوى!!.. وأمثاله في ذلك كثير بل إن عدم التحكم بالضغط من أشهر أسباب الفشل الكلوي والحاجة للغسيل الكلوي محليا. الثاني: سيدة متزوجة لديها ضغط وتحاول أن تعالجه بالأعشاب والكركديه والثوم والبصل وخبأت عن زوجها أن لديها ضغط كسبا لوده وألا يرى فيها عيبا!!.. ثم حملت وخلال الحمل اشتد عليها الضغط ولم تكن تنتظم على الأدوية فأصيبت بتسمم الحمل واضطرت أن تلد الطفل مبكرا وعمره سته أشهر وأدخل العناية المركزة مع مشاكل طبية في الرئتين والعينين.. هذه المشاكل الصحية في الطفل ستضطر هي ووالده معالجتها والتعامل معها ما تبقى من عمره !!.. كل ذلك كان بسبب قلة وعيها وعدم اهتمامها بالضغط. الثالث: شاب 25سنه من عمره شخص وعمره 18 سنة بضغط شديد ولكن غره شبابه وصحته فأهمل علاج الضغط وعندما وصل 25 سنة أحس بضيق شديد في التنفس وأدخل المستشفى فكان لديه فشل شديد في القلب!! والسبب كان إهماله للضغط وعدم معالجته. المشكلة في الضغط أنه قاتل صامت بمعنى أن الأعراض لا تأتي إلا على شكل مضاعفات متأخرة على الدماغ والكلى والقلب… فتظهر عندئذ كثرة الصداع وآلام الرقبة والجلطات الدماغية سواء العابرة منها أو الثابتة وضيقة التنفس والخفقان وفشل القلب وقصور الكلى…إلخ ولو كان ارتفاع الضغط في أول بداياته يصيب المريض بجلطة قلبية مباشرة لما تردد أي مريض في أخذ الدواء من أول وهلة بل والانتظام عليه ولكنها طبيعة بني آدم.. النسيان والتراخي فيما ليس منه ضرر مباشر وسريع. والخلاصة: أن الضغط مرض مزمن يسهل تشخيصه وعلاجه لكن يظل الوعي الصحي هو حجر الأساس في طريقة تعامل المريض مع هذا المرض.