الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد: تحدثنا في المقال السابق عن أسباب الحزن، وذكرنا بعضاً من طرق علاجه وإليك -أخي القارئ- تتمة الموضوع. * تتمة علاج الحزن: 4-معرفة الله بأسمائه وصفاته: إنّ من عرف الله بأسمائه وصفاته أحبَّه وأنُس به، وتقرب إليه بما يرضيه، وامتلأ قلبه افتقاراً إليه، واضطراراً إليه، فهو ملاذ كل مكروب، وملجأ كل حزين، قال ابن القيم: "من عرف الله اتسع عليه كل ضيق". -كيف يحزن من علم أنّ الله رحيم، أرحم من الأم بولدها؟! -كيف يحزن من علم أنّ الله حكيم فيما يقضيه ويقدره؟! -كيف يحزن من علم أنّ الله عليم بأحوال عباده؟! -كيف يحزن من علم أنّ الله قدير، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء؟! -كيف يحزن من علم أنّ الله غني، خزائن السموات والأرض بيده؟! -كيف يحزن من علم أنّ الله جبّار، يجبر القلوب المنكسرة؟! -كيف يحزن من علم أنّ الله مجيب دعاء من دعاه، يستحي أن يرد يدي عبده صفراً؟! * قال ابن القيم: "إنّ من عرف الله أحبّه ولا بدّ، ومن أحبّه انكشف عن قلبه الهموم والأحزان، وعُمّر قلبه بالسرور والأفراح، وأقبلت عليه وفود التهاني من كل جانب، فإنه لا حزن مع الله أبداً، ولهذا قال سبحانه حكاية عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال لصاحبه (لا تَحزَن إنَّ اللهَ مَعَنَا) فدلّ على أنّه لا حزن مع الله، وأنّ من كان الله معه فما له وللحزن؟ وإنما الحزن لمن فاته الله، فمن حصّل الله له فعلى أي شيء يحزن؟! ومن فاته الله فعلى أي شيء يفرح؟!" 5- الدعاء والانكسار بين يدي الله: وهذا من أعظم العلاج للحزن، فألِحّ ثم ألِحّ-أيها المحزون-على ربك ليعطيك سؤلك. قال أبو الدرداء: أكثروا الدعاء، فإنّه من أكثر قرع الباب يوشك أن يفتح له. * كن على يقين بقدرة الله (ألَم تَعلَم أنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شيءٍ قَدِير) فهو سبحانه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، قال سبحانه (يَوَم تُبَدَّلُ الأَرضُ غَيرَ الأرضِ) القادر سبحانه على تبديل الأرض يوم القيامة، قادر على تبديل حالك؛ من حزن إلى فرح، ومن مرض إلى صحة، ومن همّ إلى فرج، فطب نفساً، ولا تحزن والله ربك. -واعلم أنّ ربك سبحانه غني كريم، يتفضل على عباده آناء الليل وأطراف النهار، قال ابن القيم في قوله تعالى: (يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) يغفر ذنباً، ويفرج كرباً، ويكشف غماً، وينصر مظلوماً، ويأخذ ظالماً، ويفك عانياً، ويغني فقيراً، ويجبر كسيراً، ويشفي مريضاً، ويقيل عثرة، ويستر عورة، ويعزّ ذليلاً، ويذلّ عزيزاً، ويعطي سائلاً، ويذهب دولة ويأتي بأخرى، ويداول الأيام بين الناس، ويرفع أقواماً، ويضع آخرين.. * إذا دعوت كن كحال الغريق الذي يطلب النجاة، لا يلتفت قلبك يمنة ويسرة، ولا يضعف رجاؤك بالقريب المجيب، قال صلى الله عليه وسلم: (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة). قال ابن القيم: "إذا اجتمع عليه قلبه، وصدقت ضرورته وفاقته، وقوي رجاؤه فلا يكاد يُرد دعاؤه". * واعلم أنك عندما تشكي بثك وحزنك إلى القادر على تفريج الكرب، وتلقي بهمّك إليه؛ تسري الطمأنينة في قلبك، والأُنس في روحك، والأمل في نفسك.. فلا تحزن والله ربك. {باختصار، من كتابي (لا تحزن والله ربك)} (وللحديث بقية في مقال الشهر المقبل -بإذن الله) بتاريخ 13 سبتمبر، 2015 9:38 ص، جاء من تواصل محررون [email protected]: من أعظم مفاتيح الفرج بعد الكرب والهم شيخة القاسم تكتب: لا تحزن والله ربك (2) الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد: تحدثنا في المقال السابق عن أسباب الحزن، وذكرنا بعضاً من طرق علاجه وإليك- أخي القارئ- تتمة الموضوع. * تتمة علاج الحزن: 4-معرفة الله بأسمائه وصفاته: إنّ من عرف الله بأسمائه وصفاته أحبَّه وأنُس به، وتقرب إليه بما يرضيه، وامتلأ قلبه افتقاراً إليه، واضطراراً إليه، فهو ملاذ كل مكروب، وملجأ كل حزين، قال ابن القيم :"من عرف الله اتسع عليه كل ضيق". -كيف يحزن من علم أنّ الله رحيم، أرحم من الأم بولدها؟! -كيف يحزن من علم أنّ الله حكيم فيما يقضيه ويقدره؟! -كيف يحزن من علم أنّ الله عليم بأحوال عباده؟! -كيف يحزن من علم أنّ الله قدير، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء؟! -كيف يحزن من علم أنّ الله غني، خزائن السموات والأرض بيده؟! -كيف يحزن من علم أنّ الله جبّار، يجبر القلوب المنكسرة؟! -كيف يحزن من علم أنّ الله مجيب دعاء من دعاه، يستحي أن يرد يدي عبده صفراً؟! * قال ابن القيم: "إنّ من عرف الله أحبّه ولا بدّ، ومن أحبّه انكشف عن قلبه الهموموالأحزان، وعُمّر قلبه بالسرور والأفراح،وأقبلت عليه وفود التهاني من كل جانب، فإنه لا حزن مع الله أبداً، ولهذا قال سبحانه حكاية عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال لصاحبه (لا تَحزَن إنَّ اللهَ مَعَنَا) فدلّ على أنّه لا حزن مع الله، وأنّ من كان الله معه فما له وللحزن؟ وإنما الحزن لمن فاته الله، فمن حصّل الله له فعلى أي شيء يحزن؟! ومن فاته الله فعلى أي شيء يفرح؟!" 5-الدعاء والانكسار بين يدي الله: وهذا من أعظم العلاج للحزن، فألِحّ ثم ألِحّ-أيها المحزون-على ربك ليعطيك سؤلك. قال أبو الدرداء: أكثروا الدعاء، فإنّه من أكثر قرع الباب يوشك أن يفتح له. * كن على يقين بقدرة الله (ألَم تَعلَم أنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شيءٍ قَدِير) فهو سبحانه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، قال سبحانه (يَوَم تُبَدَّلُ الأَرضُ غَيرَ الأرضِ)القادر سبحانه على تبديل الأرض يوم القيامة، قادر على تبديل حالك؛ من حزن إلى فرح، ومن مرض إلى صحة، ومن همّ إلى فرج، فطب نفساً، ولا تحزن والله ربك. -واعلم أنّ ربك سبحانه غني كريم، يتفضل على عباده آناء الليل وأطراف النهار، قال ابن القيم في قوله تعالى: (يسئَلُهُ مَن فِي السَّمٰوَاتِ وَالأرضِ كُلَّ يَومٍ هُوَ فِي شَأنٍ) يغفر ذنباً، ويفرج كرباً، ويكشف غماً، وينصر مظلوماً، ويأخذ ظالماً، ويفك عانياً، ويغني فقيراً، ويجبر كسيراً، ويشفي مريضاً، ويقيل عثرة، ويستر عورة، ويعزّ ذليلاً، ويذلّ عزيزاً، ويعطي سائلاً، ويذهب دولة ويأتي بأخرى، ويداول الأيام بين الناس، ويرفع أقواماً، ويضع آخرين.. * إذا دعوت كن كحال الغريق الذي يطلب النجاة، لا يلتفت قلبك يمنة ويسرة، ولا يضعف رجاؤك بالقريب المجيب، قال صلى الله عليه وسلم: (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة). قال ابن القيم: "إذا اجتمع عليه قلبه، وصدقت ضرورته وفاقته، وقوي رجاؤه فلا يكاد يُرد دعاؤه". * واعلم أنك عندما تشكي بثك وحزنك إلى القادر على تفريج الكرب، وتلقي بهمّك إليه؛ تسري الطمأنينة في قلبك، والأُنس في روحك، والأمل في نفسك.. فلا تحزن والله ربك. {باختصار، من كتابي (لا تحزن والله ربك)} (وللحديث بقية في مقال الشهر القادم -بإذن الله)