دعت شبكة السنة النبوية وعلومها إلى إيقاف عرض الفيلم الإيراني (محمد رسول الله) باعتبار تجسيد النبي صلى الله عليه وسلم محرّماً بإجماع الهيئات والمجامع العلمية والفقهية، لأن ذلك ينافي توقيره وتعظيمه ويدخل في أذي النبي. وقالت الشبكة التي يشرف عليها الدكتور فالح بن محمد الصغير (عضو مجلس الشورى) في بيانها أنه ومن منطلق واجبها الشرعي، وأهدافها الأصيلة المتمثلة في الدفاع عن السنة ونصرة النبي صلى الله عليه وسلم، فإنها تدين بشدة الفيلم الإيراني (محمد رسول الله) الذي عُرض يوم الخميس 12 ذي القعدة 1436ه في مهرجان مونتريال بكندا والذي أظهر لقطات تمثيلاً لجسد النبي صلى الله عليه وسلم وهيئته. واعتبرت هذا الأمر منكراً عظيماً، ولها معه الوقفات التالية: أن تمثيل شخص النبي صلى الله عليه وسلم يُنافي تعظيمه وتوقيره وإجلاله الذي أمرنا الله به في قوله تعالى: ﴿ لِتُؤْمِنُوا بِالله وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ﴾[الفتح: 9] وهكذا يجب تعظيم سائر الأنبياء، فإن تعظيمهم من تعظيم الله، وحقّهم تابع لحقّ الله، وتمثيل الأنبياء لم يظهر في عصرنا هذا إلا على أيدي شرذمة من اليهود والنصارى. قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الله وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ الله فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً ﴾ [ الأحزاب: 57 ]. والآية كما ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله: عامة في كل من آذاه بشيء، ومن آذاه فقد آذى الله. ومثل هذا التمثيل لشخص النبي صلى الله عليه وسلم داخل في باب إيذاء الرسول صلى الله عليه وسلم، فالأذية تحصل بكل ما يؤذيه صلى الله عليه وسلم من الأقوال والأفعال، ومن ذلك تقمص شخصية النبي صلى الله عليه وسلم، فإن الممثل يزعم أنه يحاكي النبي صلى الله عليه وسلم وهذا كذب ظاهر وباطل وبهتان. أجمعت الهيئاتُ والمجامع العلمية والفقهية على تحريم تمثيل النبي صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء ومن ذلك: هيئة كبار العلماء في المملكة، رابطة العالم الإسلامي، مجمع الفقه الإسلامي، مجمع البحوث الإسلامية في القاهرة. وختمت الشبكة بيانها بالمطالبة بإيقاف الفيلم ومنع بثه، ذباً عن النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيراً له، كما تحذر من الإساءة لمقام النبوة بمثل هذه الأعمال المحرمة.