تشهد ساحة رياض الصلح، وسط العاصمة اللبنانية بيروت، منذ صباح اليوم الأربعاء، هدوءاً حذراً بعد ليلة من المواجهات والاشتباكات العنيفة بين بعض المتظاهرين اللبنانيين، وقوات الأمن، أمام مقر الحكومة (السراي)، في ظل بدء أعمال تنظيف مخلفات المواجهة؛ استعداداً لمظاهرة أخرى مساء اليوم. ويستمر الهدوء في الساحة، مع قيام عمال بتنظيف تمثال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق "رياض الصلح"، الموجود في وسط الساحة المسماة على اسمه، حيث كان المتظاهرون قد كتبوا عليه شعارات ببخاخات الألوان خلال الأيام الفائتة. حفيدة الصلح، الوزيرة السابقة "ليلى الصلح"، قامت بتكليف شركة خاصة بتنظيف التمثال من الشعارات، ومن النفايات المنتشرة في محيطه. كما انتشر بعض النشطاء لجمع زجاجات المياه والأكياس البلاستيكية، الموجودة في الساحة من مخلفات المتظاهرين، منتقدين من يتظاهر ضد تفاقم أزمة النفايات، ويرمي النفايات في مكان التظاهر. وتستعد الساحة لاستقبال مظاهرة جديدة مساء اليوم؛ بدعوة من حملة "بدنا نحاسب" (في إشارة لمطالب محاسبة المسؤولين اللبنانيين بسبب فسادهم)، يؤكد المنظمون أنها ستكون سلمية. وكانت ساحة "رياض الصلح"، تحولت ليلة أمس إلى ساحة معركة حقيقية، بعد قيام "مجموعة من المشاغبين"، على حد وصف النشطاء لهم، بافتعال مواجهات عنيفة مع عناصر قوى الأمن الداخلي، من خلال رميهم بالحجارة والزجاجات الحارقة، وإشعال حرائق في الأسلاك الشائكة المحيطة بمقر الحكومة. جدير بالذكر، أن القوات الحكومية، أزالت أمس، الجدار الأسمنتي الذي كانت قد أحاطت به مقر الحكومة للحيلولة دون اقتحامه من قبل المتظاهرين. وفضت القوى الأمنية اللبنانية الأحد الفائت، تظاهرة لآلاف الناشطين اللبنانيين في الساحة ذاتها، حيث طالبوا باستقالة الحكومة وإسقاط النظام، كما اندلعت أعمال الشغب، بعد محاولات بعض المتظاهرين اقتحام مقر الحكومة اللبنانية، قابلتها القوى الأمنية بخراطيم المياه، والقنابل المسيلة للدموع، والرصاص المطاطي. وكان الآلاف من المتظاهرين، تجمعوا السبت الماضي، بساحة رياض الصلح وسط بيروت، على مقربة من مقرّي الحكومة والبرلمان؛ بدعوة من حملة "طلعت ريحتكم" (في إشارة إلى المسؤولين الحكوميين)، منددين ب"فساد" المسؤولين اللبنانيين، ومطالبين ب"إسقاط النظام". يذكر أن أزمة النفايات في بيروت، هي المحرك الرئيس للاحتجاجات الحالية في العاصمة، حيث دخلت شهرها الثاني في ظل غياب الحلول الجذرية، وتزايد مخاوف اللبنانيين من إعادة انتشارها في شوارع وأزقة العاصمة، مع اعتماد الدولة حلولاً مؤقتة، تقضي بنقل النفايات من الحاويات الكبرى إلى مكبات مؤقتة، تهدد الصحة العامة، بحسب مصادر طبية.