اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير لها، أن قتل صهاينة متطرفين للرضيع الفلسطيني علي سعد دوابشة البالغ من العمر 18 شهراً حرقاً، يعيد إلى الذاكرة اختطاف وقتل محمد أبو خضير البالغ من العمر 16 عاماً في يوليو العام الماضي، بعد حرقه حياً على يد متطرفين يهود، بعد اختطافه من الحي الذي يقيم فيه بالقدسالشرقية. وأشارت إلى تساؤل الفلسطينيين وداعميهم عما إذا كان سيُعامل مرتكبو جريمة الحرق والقتل الجمعة بنفس معاملة الفلسطينيين الذين يقتلون صهاينة، مضيفة أن الكيان توجه له الانتقادات طويلاً؛ بسبب عدم تحقيقه بجدية في الهجمات المعروفة ب"دفع الثمن"، أو الانتقام التي تتم على يد صهاينة أو معاقبة مرتكبيها. أما صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية فأشارت إلى إلقاء الفلسطينيين اللوم على قادة الكيان لخلق مناخ من الكراهية والتحريض والفشل في مواجهة ما وصف بالإرهاب اليهودي. وأبرزت "الصحيفة" إدانة المسؤولين والسياسيين في الكيان للاعتداء الوحشي، في وقت أدان فيه الفلسطينيون عدم قيام الاحتلال باعتقال أي شخص متهم في اعتداءات تخريبية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية من قبل. من جانبها حذرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية من أن الهجوم في قرية دوما بالضفة المحتلة قد يقود إلى دوامة من العنف، متوقعة مسؤولية مستوطنين صهاينة في مستوطنة قريبة من القرية عن هذا الاعتداء. وذكرت أن الهجوم ربما يأتي كرد على تدمير جيش الاحتلال لمنازل مستوطنين في مستوطنة "بيت أيل" شمال رام الله. أما صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية فأشارت إلى أن الأراضي المحتلة شهدت منذ 2008م وقوع نحو 1000 هجوم ضد أهداف للعرب والمسيحيين على يد مستوطنين صهاينة تحت شعار "دفع الثمن". وأشارت إلى أن هجوم الجمعة إذا ثبت أنه ضمن هجمات دفع الثمن، فسيعتبر الأول من نوعه منذ قتل الشاب المقدسي محمد أبو خضير في يوليو 2014م الذي قتل حياً بعد اختطافه من الحي الذي يقيم به في القدس. وذكرت صحيفة "جارديان" البريطانية أن الهجوم يعتقد أنه يحمل بصمات "دفع الثمن"، وهي هجمات انتقامية من قبل مستوطنين؛ رداً على تدمير سلطات الكيان منزلين في مستوطنة "بيت أيل" بالضفة المحتلة قبل أيام. وأشارت إلى أن السنوات الأخيرة شهدت قيام متطرفين من المستوطنين بتنفيذ كثير من الهجمات ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم. وأضافت أن منظمة "بيتسيلم" لحقوق الإنسان بالكيان أشارت إلى أنه من النادر تقديم المستوطنين المتطرفين للعدالة بسبب مثل هذه الهجمات؛ مما يخلق مناخاً من الإفلات من العقاب في جرائم الكراهية. واعتبرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية أن الهجوم يمثل نقطة مأساوية ليس فقط بسبب صغر سن الرضيع، وإنما لكونه كذلك أظهر ضعف وقلة حيلة الفلسطينيين في مواجهة عنف المستوطنين، الذين تتهاون معهم سلطات الاحتلال.