يفاجأ مرتادو الطريق الدولي شمال المملكة بلوحة تثير الرعب في نفوس المسافرين، تفيد بأن أقرب محطة وقود تبعد 250 كلم، ورغم أن الطريق يشق الصحراء ويعبر مدن "حائل، والجوف، والقريات"، إضافة إلى ربط المناطق الشمالية بالمملكة مع دول الشام إلا أنه يفتقد أبسط لخدمات الأساسية، ويصاب المسافرون عليه بالذعر بمجرد التفكير في عطل مفاجئ قد يحدث لمركباتهم أو التعرض لحادث -لا سمح الله- ما يعطي لمرتادي الطريق شعوراً سلبياً بعدم التفكير في خوض تلك المغامرة والسفر عبر هذا الطريق المحفوف بالمخاطر مرة أخرى. ونظراً لما تمتلكه المنطقة الشمالية من مقومات زراعية وسياحية، فقد طالب الكثير من أبناء تلك المنطقة بزيادة الاهتمام بهذا الطريق وتوفير الخدمات التي تحسن من حركة السير وتيسر أفضل سبل الراحة لسالكي الطريق. حمود القحيصان أحد سكان دومة الجندل، ويستخدم هذا الطريق بكثرة يقول: "لعدم توفر رحلات الطائرة ولقلتها في مناطق الشمال نضطر دائماً للسفر عبر هذا الطريق الطويل رغم انعدام الخدمات، فلا محطات بترول، ولا ورش لصيانة السيارات المتعطلة، ولا مساجد، ولا مصليات، ولا دورات مياه". وتساءل القحيصان عن المستثمرين والتجار الذين يجدر بهم استثمار أموالهم في هذا الطريق لخدمة أهالي المنطقة، داعياً إياهم إلى تغليب المصلحة العامة على المنفعة الشخصية، متمنياً من الحكومة إجبار التجار الباحثين عن الأرباح الشخصية على خدمه الوطن والمواطنين. من ناحيته نوه خلف محمد أن مرض والده يدفعه إلى السفر لمدينة الرياض، من أجل مراجعة الأطباء في مستشفيات العاصمة، مشيراً إلى أنه يسلك هذا الطريق الوعر إذا لم يتمكن من حجز مقعد في الطائرة ويضطر لتحمل هذه الرحلة الشاقة من أجل والده.