قالت الباكستانية "بشرى نسيم"، المعلمة في إحدى رياض أطفال منطقة شارلوتنلاند الدنماركية، والتي يعتبر كل تلاميذها من غير المسلمين، إنها التزمت بتعاليم دينها فيما يخصُّ المرأة، وأصرَّت على ارتداء حجابها كاملاً، بالرغم من مخاوف والديها أن يمسَّها سوء في تلك الدول التي تُكِنُّ العداء للمسلمين والمحجَّبات. وأضافت "نسيم" في مقابلة مع مجلة "بورن أند أُنجي" الدنماركية، التابعة للاتِّحاد القومي لمدرِّسي الأطفال ومعلِّمي الشباب الدنماركي، أن الأزمة الكرتونية الشهيرة، التي شهدتها الدنمارك، كانت سببًا في شدَّة التزامها وتقرُّبها أكثر من التعاليم الدينية، بعد أن سخَّر الله – تعالى – لها امرأة متديِّنة حثَّتها على التزام التعاليم الدينية وحضور المجالس الدعوية. وتابعت: "بعد الأزمة التي حاولت النَّيل من النبي – صلى الله عليه وسلم – وما أردف ذلك من المشاكل، أقبلتُ على قراءة الكتب الدينية، وخصوصًا تلك المتعلِّقة بلباس المرأة المسلمة، ومن ثمَّ كان الحجاب هو الصواب". وأكدت أن حياتها أصبحت أكثر جمالاً بعد أن اقتربت بصورة أكبر من دينها، وأنها تقبَّلت المناقشات والاستفسارات التي كانت تأتيها من زملائها بشأن حجابها وجلبابها بصدر رحب، مشيرة إلى أن بعض زملائها حاولوا أن يحملوها على خلع حجابها وجلبابها، زاعمين أنها تبدو أفضل بدونهما؛ إلاَّ أنها رفضت ذلك، وأكَّدت أن ذلك مقتضى التزامها الديني. وأشارت "نسيم" إلى أنها قبل التقرُّب من التعاليم الإسلامية والاطِّلاع على رقيِّها وحفاظها على المرأة، كانت تتبنَّى فيما سبق أفكار الدعوات النسائية المعاصرة المتعلِّقة بقضايا المرأة. ولفتت إلى أنها الآن صارت أعقل وأحكم، وأن نمط حياتها ومواقفها اليومية اختلفت كثيرًا عن ذي قبل. وتعليقًا على مبادرة حظر الحجاب في الدنمارك تقول بشرى: "بالطبع لن أعيش في الدنمارك حينئذ، إذا ما وصل العداء والكراهية إلى حدِّ منع المرأة المسلمة من الخروج إلى الشارع بحجابها؛ فإن هذا مؤشِّر خطير، وعند ذلك لن تكون لي رغبة في العيش هنا".