تنوي منظمات استيطانية تهويدية لتنظيم اقتحام موسع للمسجد الأقصى، صباح الأحد، في ذكرى ما يسمونه "خراب الهيكل"، في حين بدأت شرطة الاحتلال إجراءاتها المشددة لتأمين هذا الاقتحام. وتسود أجواء من التوتر في المسجد الأقصى عقب تشديدات قوات الاحتلال واقتحامات المستوطنين عشية ذكرى "خراب الهيكل". وتحشد منظمات الهيكل المزعوم منذ أيام المستوطنين من مختلف الأطياف السياسية للمشاركة في الاقتحام، الذي قالت إنها تهدف من خلاله إلى طرد المسلمين من الأقصى لأداء الصلوات التلمودية فيه، وصولاً إلى هدم الأقصى وبناء الهيكل على أنقاضه. وقال الخبير في شؤون القدس جمال عمرو، إن الاحتلال ينتقل لمرحلة متقدمة جدًّا من خلال هذه المناسبة، باعتبار أن الهيكل كان موجودًا بالفعل وأن غدًا هي ذكرى خرابه، مبينًا أن الحديث يدور عن تدمير الرومان للهيكل عند تدميرهم للقدس كاملة في عام 70 للميلاد. ونصبت قوات الاحتلال حواجز حديدية في البلدة القديمة اليوم تمهيدًا لتأمين الاقتحام، كما اعتقلت فجر الجمعة تسعة شبان على الأقل، ثم حولتهم إلى الحبس المنزلي لخمسة أيام مع منعهم من دخول الأقصى، وهو ما عدّه رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين أمجد أبو عصب محاولة واضحة لتفريغ المسجد وتأمين الاقتحام. وبيّن جمال عمرو أن الليلة ستمر ثقيلة على القدس وأحيائها، وتحديدًا على المسجد الأقصى، متوقعًا أن يغلق الاحتلال أبواب المسجد في وجه المصلين عند صلاة الفجر، أو أن يسمح لكبار السن فقط والسيدات بدخوله للصلاة، ثم يجبرهم على الخروج منه؛ لتفريغه خلال اقتحام المستوطنين بهدف منع أي صدام مع المرابطين والمرابطات، وفقاً ل"قدس الإخبارية". وعدّ عمرو، أن حكومة الاحتلال تنتظر فرصة مثل هذه من الجماعات الاستيطانية لتكرار إغلاق المسجد الأقصى في وجه المصلين، بذريعة منع أي صدامات وفرض الأمن، وذلك كمقدمة لفرض سيادة الاحتلال على الأقصى. ولم يستبعد تكرار حملة الاعتقالات في صفوف شبان البلدة القديمة في هذه الليلة، موضحًا أن جيشًا إلكترونيًّا كاملاً يعمل الآن لمراقبة نشاطات الشبان وحواراتهم عبر وسائل التواصل الحديث والتعامل مع الموقف خلال الساعات المقبلة. واستخدمت "منظمات الهيكل" خلال الأيام الماضية ملصقات وتصاميم وقمصانًا للتحريض على المشاركة في الاقتحام، كما حاولت استغلال الأطفال والتأثير عليهم بوسائل مختلفة للمشاركة. لكن عمرو يؤكد أن المستوطنين الليبراليين يحذرون من تداعيات هذه الاقتحامات، ويقولون للمستوطنين المتطرفين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، "إنكم لا تعرفون مدى ارتباط الفلسطينيين بالمسجد الأقصى"، "سيأكلونكم هناك عند وصولكم". وبين أن هذه التحذيرات تجد تأثيرها على المستوطنين وتجعل عددًا كبيرًا منهم يخشى التوجه إلى الأقصى، مضيفًا إن الحشد الشعبي الكبير هو السبيل الوحيد لتأكيد مخاوف المستوطنين وردعهم بشكل كامل، "لأن المستوطنين لو كانوا يعلمون بأن اقتحامهم سيمر بدون مقاومة، لأقاموا حفلة تاريخية في الأقصى، ولذبحوا الذبائح فيه غدًا". واقتحم عشرات المستوطنين الأقصى، السبت، على الرغم من أن المستوطنين لا يقتحمون الأقصى في هذا اليوم من كل أسبوع، وقد أكد شهود عيان أن المستوطنين أدّوا صلوات تلمودية عند باب القطانين وباب الملك فيصل. يشار إلى أن منظمات الهيكل تقدمت بمذكرة إلى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وقائد شرطة الاحتلال تطالب فيها بإغلاق المسجد الأقصى غدًا أمام المصلين المسلمين وفتحه بالكامل وعلى مدار ساعات النهار للمستوطنين اليهود؛ لإقامة طقوس وشعائر تلمودية خاصة بمناسبة ذكرى "خراب الهيكل".