تتغير معالم باكستان الاجتماعية والثقافية وحتى السياسية مع أول يوم لشهر رمضان المبارك، حيث تبدو أجواء رمضان جلية في الشارع الباكستاني بالأزياء المحتشمة التي ترتديها جميع النساء، فمن عادة السيدات الباكستانيات تغطية الرأس عند سماع الأذان حتى لو كانت المرأة غير متحجبة في العادة. الإفطار الجماعي برامج الإفطار الجماعي من أبرز ما يميز السلوك الاجتماعي في باكستان من خلال هذا الشهر، والتي قد تكون برعاية مؤسسة خيرية تحرص على تقديم الطعام المجاني للفقراء ومساكن طلاب الجامعات، أو المدارس الدينية المنتشرة مع كل مسجد تقريباً ومعظم تلاميذها من الطبقة الفقيرة أو برعاية أحد الأثرياء، إلا أن طابع الأخيرة يختلف تماماً عن طابع الأولى، فمن المعتاد أن يشاهد طابور من الفقراء أمام منزل أحد الأغنياء يقدم الطعام لكل فرد في كيس صغير يحمله وينزوي إلى منزله أو مكان عمله في الأسواق الكبيرة. ولا يفطر عامة الباكستانيين دفعة واحدة لحظة الإفطار، بل يتم تزيين المائدة الرمضانية الباكستانية ببعض المأكولات الخفيفة يفطر عليها الباكستانيون ليبدؤوا بالوجبة الأساسية في توقيت ما بين صلاة المغرب والعشاء، بينما توحي النظريات الطبية الشعبية الباكستانية بالإفطار على مأكولات خفيفة، ومن ثم أداء صلاة المغرب تتبعها مرحلة إكمال الإفطار، لكي لا يؤثر ذلك على أداء المعدة، ومن أهم الوجبات الخفيفة التي يفطر عليها الباكستانيون هي: * البكاورا: تصنع من قطع صغيرة من البطاطس والبصل وتعجن في عجين الحمص، ثم يضاف إليها الفلفل الأحمر والملح وبذور الكزبرة المطحونة، ويتم قليها في الزيت لتصبح جاهزة للأكل. * حلوى الجليبي: تصنع على شكل الأفعى المستديرة، وهي عبارة عن خليط لعجين القمح الأبيض يضاف إليه البيض والزيت ولون برتقالي لتصبح جاهزة للتناول ما بعد قليها في الزيت، ومن ثم إنزالها في محلول بارد معد من الماء والسكر لتأخذ شكلاً جامداً. * السمبوسة: تُعد السمبوسة الباكستانية على شكلها المثلث المعروف، ويصنع غطاؤها الخارجي من عجين القمح مع إضافة بعض البهارات، وتوضع بداخلها أنواع متعددة من المحتويات، مثل السمبوسة بمفروم اللحم، أو بلحم الدجاج أو البطاطس، وما يميز السمبوسة الباكستانية عن نظيرتها في العالم العربي هي البهارات الباكستانية والفلفل الحار الذي يعطيها طعماً مختلفاً، ويجعلها قابلة للهضم بسرعة. صلاة التراويح: لا يتجاوز وقت تناول الإفطار أكثر من خمس دقائق لينطلق الرجال لأداء صلاة المغرب جماعة في المسجد، وأما وجبة العشاء الرئيسية فتكون في العادة بعد صلاة التراويح، حيث يذهب الرجال إلى المساجد لأداء صلاة التراويح. السحور: السحور وجبة الطعام الرئيسية، وتكون وجبة الإفطار مع بساطتها مناسبة اجتماعية مفعمة بالوئام والإيمان، تكاد بعض الأسر لا تجتمع إلا عليها طوال العام ويُدعى لها الأصدقاء والأقارب، وتعتبر وجبة العشاء زيادة في الإفطار من قبيل الإكرام حيث تقدم بعد صلاة المغرب لكن الأغلب الاقتصار على الإفطار وهو الإفطار الأولي، ويتبادل الجيران الإفطار حيث تشاهد الصحون مع الأطفال قبيل الإفطار فيها حبات من التمر وتشكيلة الإفطار المعتادة ليعود الصحن في اليوم التالي بالمثل ودون تكلف، وللمسحراتي دوره الاجتماعي يحمل معه "الطبلة" يتناوب سكان الحي في تقديم السحور له، ويتقاضى أجرته من زكاة الفطر.