قد يتفاجأ المدعو إلى المائدة الرمضانية الباكستانية بوجود فواكه متنوعة معدة للإفطار أضيفت إليها كمية من الملح والفلفل والبهارات، إذ يفضل الباكستانيون الجمع بين الحلويات والفلفل والملح في وجبة واحدة قد تعطيها نكهة لم تعرف في أغلب المجتمعات الأخرى. وعندما نتحدث عن الأكلات الباكستانية نتذكر الفلفل الحار والبهارات المتنوعة التي عرف باستخدامها سكان منطقة القارة الهندية مثل باكستان والهند وبنجلاديش، والتي يعود تاريخها إلى الطب الهندي القديم والنباتات المتوفرة في هذه البقعة من العالم، والتي تحولت مع مرور العصور إلى بهارات يستخدمها سكان باكستان في إعداد وجباتهم اليومية، كالفلفل بمختلف أنواعه وألوانه الأخضر والأحمر والمطحون والمجفف والفلفل الأسود والملح بمختلف أقسامه البحري والصخري والأسود منه بالذات الذي يضاف إلى المرطبات والفواكه أيضاً. من أشهر الأكلات «التشارت.. البكاورا.. حلوى الجليبي.. الشعرية بالحليب.. والشباتي» مائدة الإفطار الباكستانية لا يفطر عامة الباكستانيين دفعة واحدة لحظة الإفطار، بل يتم تزيين المائدة الرمضانية الباكستانية ببعض المأكولات الخفيفة يفطر عليها الباكستانيون ليبدأوا بالوجبة الأساسية في توقيت ما بين صلاة المغرب والعشاء، بينما توحي النظريات الطبية الشعبية الباكستانية بالإفطار على مأكولات خفيفة، ومن ثم أداء صلاة المغرب تتبعها مرحلة إكمال الإفطار، لكي لا يؤثر ذلك على أداء المعدة، ومن أهم الوجبات الخفيفة التي يفطر عليها الباكستانيين هي: البكاورا تعبر البكاورا إحدى المأكولات الخفيفة في باكستان، وتتصدر المائدة الرمضانية الباكستانية، وتصنع من قطع صغيرة من البطاطس والبصل تعجن في عجين الحمص ويضاف إليها الفلفل الأحمر والملح وبذور الكزبرة المطحونة ويتم قليها في الزيت لتصبح جاهزة للأكل، وللبكاورا أنواع متعددة، ويمكن وضع الملفوف والباذنجان أو الخضراوات الأخرى إليها بدلاً من البطاطس. حلوى الجليبي التشارت التشارت وهي من أغرب الأكلات الباكستانية الخفيفة، وهي عبارة عن خليط من الفواكه مثل العنب والتفاح والمانجو والفواكه الأخرى يتم قطعها إلى قطع صغيرة ومن ثم يتم خلطها جيداً ليضاف إليها الفلفل الأحمر والأخضر الحار والملح والبهارات والذي يعطيها طعماً مختلطاً بين حلو ومر وحامض، وتحظى هذه الوجبة بإقبال كبير على الموائد الباكستانية. ومن التشارت أنواع تشبه البليلة العربية وتصنع من الحمص المسلوق يضاف عليه الزبادي والبطاطس في قطع صغيرة وقطع صغيرة من خبز يصنع من عجين الحمص ليضاف عليه الفلفل الأخضر والأحمر والأسود وملح الطعام إضافة إلى البهارات لتصبح وجبة حارقة جداً ويصعب على غير الباكستانيين تناولها. حلوى الجليبي تصنع حلوى الجليبي الباكستانية على شكل الأفعى المستديرة، وهي عبارة عن خليط لعجين القمح الأبيض الدقيق جداً يضاف إليه البيض والزيت ولون برتقالي لتصبح جاهزة للتناول ما بعد قليها في الزيت ومن ثم إنزالها في محلول بارد معد من الماء والسكر لتأخذ شكلاً جامداً، وتستخدم قطعة قماش بها ثقب صغير يتم عصره من الأعلى لينزل الخليط في الزيت في شكل حبل لزج يمكن تصميمه على شكل دوائر بتحريك اليد دائرياً أثناء إنزالها في الزيت. الشعرية بالحليب الشعرية الباكستانية تتميز برقاقتها ولا يزيد قطرها على عدد أربع شعرات من شعر الرأس، وتصبح جاهزة للتناول بعد إلقائها في الحليب فوق النار مع إضافة السكر، وبعد جفاف الماء من الحليب تضاف إليها بعض المسكرات، وهي من أشهر الحلويات الباكستانية، وتشتهر بإعادة الطاقة البدنية إلى جسم الصائم. السمبوسة تُعد السمبوسة الباكستانية على شكلها المثلث المعروف، ويصنع غطاؤها الخارجي من عجين القمح مع إضافة بعض البهارات، وتوضع بداخلها أنواع متعددة من المحتويات، مثل السمبوسة بمفروم اللحم، أو بلحم الدجاج أو البطاطس، وما يميز السمبوسة الباكستانية عن نظيرتها في العالم العربي هي البهارات الباكستانية والفلفل الحار الذي يعطيها طعماً مختلفاً ويجعلها قابلة للهضم بسرعة. الوجبة الأساسية تتعدد الوجبات الأساسية ضمن المائدة الرمضانية الباكستانية من إدام وخبز ومن أرز ولحم وخضراوات، إلا أن ما يميز الوجبات الأساسية الباكستانية التي يتناولونها ما بعد الإفطار هو الفلفل والبهارات التي تجعل الوجبة قابلة للهضم بسرعة حتى وإن كانت وجبة ثقيلة، ولا يحب الباكستانيون تناول الوجبات التي لا تحتوي على نسبة عالية من الفلفل، وهذا ما دفع مطاعم الوجبات السريعة في باكستان ذات الماركات الدولية إلى زيادة كمية الفلفل الأحمر في وجباتها السريعة مقارنة بالكميات التي تضاف إليها في الدول الأخرى. لذا فإن الفلفل أصبح رمزاً لكل باكستاني مقيم في باكستان أو خارجها.ولا يتوقف الأمر إلى هذا الحد فحسب بل ان الأجانب الذين قضوا سنوات في باكستان واعتادوا على التعايش مع المجتمع الباكستاني من العرب والجنسيات الأخرى قد تعودوا على البهارات الباكستانية معتبرين إياها مصدراً للقوة والرشاقة البدنية واللذة الغذائية. بينما ظل البعض بعيدين عنها لأنها تحرق اللسان وتحتوي على كميات عالية من الزيوت النباتية والحيوانية والسمن البري ذي الدسم العالي. الشعرية بالحليب مائدة السحور الباكستانية إلى جانب مائدة الإفطار يهتم الباكستانيون بمائدة السحور أيضاً، كون نهار الصوم يعتمد على وجبة السحور بشكل أساسي فإذا كانت الوجبة غير مناسبة فإن الصائم يشعر بالجوع والظمأ في منتصف اليوم، بينما إذا تم اختيار بعض المأكلولات المناسبة فإنها تؤخر الجوع والعطش ولا يصاب الصائم بالحموضة طالما تم إعداد الوجبة بشكل مدروس، ومن أهم وجبات السحور الباكستانية: الشباتي الباكستاني وأنواعه جميع الباكستانيين يأكلون الشباتي، ولكن ما هو الشباتي وماهي هي أنواعه، وما هو طعم كل صنف منها وتوقيت أكلها في باكستان وتأثيرها على الصوم، لنبدأ أولاً بالشباتي المدهون بالسمن البلدي (البراتها) إذ يفضل الباكستانيون تناول هذا الصنف من الشباتي وقت الإفطار العادي بينما يعتبر الوجبة الأساسية للسحور في شهر رمضان المبارك، الشباتي المدهون بالسمن البلدي عبارة عن خبزة يتم إعدادها بطحين القمح على شكل شرائح فوق بعضها ويتم تشبيعها بالسمن البلدي، فيما يضيف البعض إليها كمية من السكر والملح لتنويع لذتها، بينما لا يضاف إلى الشباتي العادي أي نوع من الدهون والمواد الأخرى ويكون شكلها مثل الخبز العادي وتؤكل مع الإدام أو البيض والزبادي، بينما يعد الشباتي بالبطاطس ومفروم اللحم بإعداد شريحتين من الخبز يضاف البطاطس أو المفروم بوسطها مع إضافة البهارات والفلفل الحار الباكستاني إلى المحتوى لتعطي شكلاً أشبه بوجبة المطبق العربي. وللشباتي تأثيرات إيجابية على الصوم لدسامته إذا ما أضيف إليه السمن البلدي، كما أنه يمنع من حدوث الحموضة والجوع المبكر خلال ساعات الصوم، بينما يستخدم الحليب والزبادي والفواكه بكثرة مع بعض الحلويات الباكستانية مثل حلوى الجليبي والشعرية بالحليب لتجنب الضعف البدني العام الذي يصيب الصائم مع تقدم أيام الصيام. وعلى الرغم من وجود عشرات الأنواع من البهارات والمحتويات الأخرى التي تعد بها الأكلات الباكستانية التي تزين بها المائدة الرمضانية الباكستانية فإنها وجبات اقتصادية جداً نظراً لتوفر البهارات والمحتويات الأخرى في باكستان بكثرة وبأسعار قليلة جداً، وقد تحول هذه البهارات طعم الخضراوات والبقول إلى طعم مواز للحوم التي تعتبر احد الأغذية الغالية نسبياً مقارنة بالمأكولات الأخرى في باكستان. وربما يعود تاريخ الفن في إعداد الوجبات الغذائية التي لا تحتوي على اللحوم وعناصرها إلى الثقافة الهندية القديمة التي سيطرت على المنطقة لقرون طويلة، وكان سكان المنطقة من الهندوس لا يأكلون اللحوم بجميع أنواعها. السمبوسة التشارت