تحدثت صحيفة "الموندو" الإسبانية في تقريرها عن رحلة المأساة لأقلية الروهنجيا من "بورما"، والذين يقعون فريسة لمافيا الاتجار بالهجرة؛ بحثاً عن حياة أفضل عبر قوارب الموت، والتي تنتهي ببيعهم في سوق الرقيق، أو غرقاً في البحر، أو معسكرات الموت، حيث لا يجدون مأكلاً أو مشرباً. وتوضح تلك الصور واقع المأساة عن قرب، بدءاً من "معسكرات اللاجئين التي يعيش فيها "أقلية الروهنجيا" في "أكياب" بدولة بورما، والتي ترفض منحهم حقوق المواطنة والجنسية؛ لذا يقررون الهرب عبر مافيا الهجرة إلى البلدان المجاورة. كما توضح صورة أخرى لأحد معسكرات الموت في "كينوا"، ويعيشون في خيام عبارة عن عصي، وبلاستيك، حيث يتم احتجازهم عبر مافيا الهجرة، وتفتقر لجميع متطلبات العيش كما تخلو من خزانات المياه. وبداخل تلك القوارب سرداب يتراكم فيه المهاجرون فوق بعضهم، كحيلة جديدة بعد ثورة الحكومات ضد الاتجار بالهجرة، وفي الإطار صورة أخرى توضح طول مدة الرحلة إلى شواطئ ماليزيا وإندونيسيا وتايلاند، حيث تقوم طائرات هليكوبتر تايلاندية بإلقاء أغذية للمهاجرين. لم تجد أقلية الروهنجيا مفراً من مطاردة سفن تايلاند لمافيا الهجرة سوى استقلال مراكب هرباً إلى مصير مجهول، كما عثر الجنود على مقابر بنتها الأقلية المسلمة على بعد أمتار قليلة تحت الأرض بعضها ممتلئ بالجثث، وأخرى تنتظر مزيداً من الضحايا. ورغم تعليمات إندونيسيا لمراكب الصيد بعدم مد يد العون لمراكب الهجرة غير الشرعية، إلا أن الصيادين يضطرون لمخالفة تلك الأوامر وينصاعون لقانون البحر. وتضطر مراكب الهجرة إلى إرسال قوافل عبارة عن سفن صيد صغيرة قبالة سواحل إندونيسيا؛ لتجنب موتهم من الجوع، أو في اشتباكات بسبب نقص الغذاء. كما يضطر المئات من المهاجرين إلى التدافع في معسكرات مؤقتة بموانئ قرب إندونيسيا؛ انتظاراً لحل دائم، ومن دون أدنى رعاية طبية، أو مساعدات غذائية.