لم تتوقف العقوبات على روسيا منذ بداية غزوها لأوكرانيا في الرابع والعشرين من شهر فبراير الماضي، حيث بلغ مجمل العقوبات المفروضة عليها أكثر من 5530 عقوبة، بحسب ما أفادت وكالة بلومبيرغ. وتفوقت روسيا بذلك على طهران التي فرضت عليها 3616 عقوبة على مدار عقد من الزمن، معظمها بسبب برنامجها النووي ودعمها للإرهاب. وخلال الأيام الماضية، فرضت سويسرا نحو 568 عقوبة، والاتحاد الأوروبي 518، كما أصدرت فرنسا 512 عقوبة، لتليها بريطانياوالولاياتالمتحدة بحوالي 243 عقوبة. وعلق الكرملين في الأسبوع الماضي بأن تلك العقوبات قاسية ومؤلمة، مؤكدًا أن بلاده سترد وستعالج تداعيات تلك "الحملة الغربية"، بحسب ما تصفها موسكو حظر النفط الروسي وعلى الرغم من كثرة العقوبات السابقة وتنوعها، إلا أنها ليست نهاية المطاف، فهناك أنواع أخرى من العقوبات المقترحة إلا أنها تواجه اختلافًا وجدلاً كبيرًا؛ وعلى رأسها حظر النفط الروسي، فدول الاتحاد الأوروبي يعتمدون على روسيا في تأمين 25% من جميع واردات النفط الخام التي تحتاجها دول الاتحاد. ذكرت قناة CNBC يوم الثلاثاء أن العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أعربت عن دعمها للحظر، لكن ألمانيا قادت مجموعة من الدول التي تعارض الحظر الكامل، ومن غير المرجح أن يقر الاتحاد الأوروبي قريبًا حظرًا على النفط الروسي. قيود تجارية مشددة دعا البعض إلى تجريد روسيا من عضويتها في منظمة التجارة العالمية أو فرض حظر تجاري كامل على البلاد، ولكن لم يشر أي بلد إلى أن هذه الخطوات جديّة. معاقبة الأوليغارش قد يوافق الغرب على معاقبة مجموعة الأوليغارش ذاتها بالإجماع، لأن الولاياتالمتحدة لم تعاقب بعد رومان أبراموفيتش، أو بيوتر أفين، أو ميخائيل فريدمان (وجميعهم تم معاقبتهم من قبل الاتحاد الأوروبي، والمملكة المتحدة، وسويسرا)، في حين أن الاتحاد الأوروبي لم يعاقب بعد أوليغ ديريباسكا (المعاقب من قبل الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة وغيرها). أسلحة الدمار الشامل حذرت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها في الناتو روسيا من استخدام أسلحة الدمار الشامل، وهدد بايدن بعقوبات وخيمة، ولكنه لم يسمها. اغتيال زيلينسكي وهناك خلاف بين الحلفاء الغربيين حول ما قد يدفع الغرب إلى فرض المزيد من العقوبات على روسيا، قائلًا إن من بين الأسباب الأخرى اغتيال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أو شن هجوم روسي على المدنيين أكثر وحشية من السابق، وفقًا لموقع "بوليتيكو". وقال أكبر دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، إنه لا يتوقع "قرارًا رسميًا" بشأن أي عقوبات جديدة قد تصدر من الاجتماعات رفيعة المستوى في بروكسل هذا الأسبوع، على الرغم من أنه يتوقع أن يكون هناك اتفاق على "إرشادات" حول كيفية المضي قدمًا. واستهدفت العقوبات التي تم فرضها على روسيا الصادرات الروسية والأشخاص ذوي السلطة السياسية والمالية في روسيا وبعض كيانات الدولة. تمّ فرض عقوبات على 23 ملياردير روسي على الأقل من قبل الغرب خلال الشهر الماضي، وحاولت البلدان والمنظمات في جميع أنحاء العالم مصادرة الأصول المملوكة لطبقة الأوليغارش الخاضعة للعقوبات، بما في ذلك العقارات والطائرات الخاصة واليخوت.