ولد عام 1060ه/ 1679م، ونشأ وترعرع في الدرعية، واستفاد من التجربة التي خاضها في شبابه حيث كان مراقبًا جيدًا لأوضاع الإمارة، وعمل إلى جانب والده في ترتيب أوضاع الإمارة؛ مما أعطاه معرفة تامة بكل أوضاعها. شارك الإمام محمد بن سعود في الدفاع عن الدرعية عندما غزاها «سعدون بن محمد» زعيم بني خالد، واستطاعت الصمود ودحر الجيش المعتدي.
صفات الإمام محمد بن سعود عرف عنه صفات متعددة، كالتدين وحب الخير، والشجاعة والقدرة على التأثير. كان محمد بن سعود امتدادًا لتاريخ أسلافه الذين بنوا المدينة الدولة، وأراد أن ينتقل بها إلى دولة واسعة تتجاوز المدينة. تولى الإمام محمد بن سعود الحكم في ظروف استثنائية، فقد عانت الدرعية قبيل توليه الحكم من ضعف وانقسام، لأسباب متعددة، منها النزاع الداخلي بين عمه مقرن بن محمد والأمير زيد بن مرخان، وكذلك هجوم الدرعية على العيينة، ومقتل الأمير زيد بن مرخان، ومنها كذلك انتشار مرض الطاعون في جزيرة العرب خلال تلك الفترة، الذي تسبب في وفاة أعداد كبيرة من الناس. ورغم كل هذه التحديات استطاع الإمام محمد بن سعود أن يتغلب عليها وأن يتخطاها وأن يوحد الدرعية تحت حكمه وأن كذلك يساهم في نشر الاستقرار في منطقة العارض. كان الإمام محمد بن سعود حاكمًا حكيمًا وفيًا تربي في بيت عز وإجارة، وتعلم السياسة وطرق التعامل مع الإمارات المجاورة والعشائر المتنقلة، وقد كان له دور كبير في استتاب الأوضاع في الإمارة قبل توليه الحكم. في الوقت ذاته، تحلى الإمام محمد بن سعود برؤية ثاقبة، فقد درس الأوضاع التي كانت تعيشها إمارته والإمارات التي حولها بشكل خاص، ووسط الجزيرة العربية بشكل عام وبدا منذ توليه الحكم التخطيط للتغيير عن النمط السائد خلال تلك الأيام. أسس الإمام محمد بن سعود لمسار جديد في تاريخ المنطقة تمثل في الوحدة والتعليم ونشر الثقافة وتعزيز التواصل بين أفراد المجتمع والحفاظ على الأمن. كان للإمام محمد بن سعود من الأبناء أربعة، وهم عبدالعزيز وعبدالله وسعود وفيصل. مراحل تأسيس الدولة السعودية الأولي ولقد مر تأسيس الدولة السعودية الأولي على مراحل خلال عهده، فقد وحد شطري الدرعية وجعلها تحت حكم واحد بعد أن كان الحكم متفرقة في مركزين وفرعين وبدأ الاهتمام بالأمور الداخلية وتقوية مجتمع الدرعية وتوحيد أفراده، وقنن عملية الحصول على الموارد للدولة وعدم الجور، وكان يحب الخلوة والتأمل والتفكر مما يدل على شخصيته في الاستقراء والتأني والرؤية المستقبلية أمر ببناء حي جديد في سحمان، وهو حي الطرفية، وانتقل إليه بعد أن كان حي غصيبة هو مركز الحكم لفترة طويلة، وعمل على نشر الاستقرار في الدولة التي شهدت استقرار كبيرا وازدهارا في مجالات متنوعة. لقد حقق الإمام محمد بن سعود الاستقلال السياسي، ولم يكن لدولته ولاء لأي قوة خارجية، في حين أن بعض بلدان نجد كانت تدين بالولاء لبني خالد، وحرص على الاستقرار الإقليمي والدليل على ذلك إرساله أخيه مشاري للرياض لإعادة «دهام بن دواس» إلى الحكم بعد أن تم التمرد عليه. أدت القوة السياسية والاقتصادية للدولة التي أسسها الإمام محمد بن سعود إلى انتقال الشيخ محمد بن عبدالوهاب إليها وقدرتها على تحمل أعباء أعداد كبيرة من المهاجرين الذين انتقلوا لها بعيد انتقاله. وجاء انتقال الشيخ محمد بن عبدالوهاب أيضا نتيجة طبيعية لسياسة الإمام محمد بن سعود، فقد عرف عنه التدين وقد كان أخويه ثنيان ومشاري وكذلك ابنه عبدالعزيز ممن كانوا على تواصل مع الشيخ محمد بن عبدالوهاب في العيينة، وهذا يعطي فكرة عن تفكير الإمام محمد بن سعود المستقبلي وأن الشيخ محمد لم يخرج من العيينة إلا بعد أن دعاه الإمام محمد للقدوم للدرعية وأن هناك دولة قادرة على حماية الدعوة، حيث تبايعا علي نصرتها. فقد رأى الإمام محمد بن سعود في تأييد الدعوة الإصلاحية أنها تتفق مع مبادئ الدولة التي يعمل على تأسيسها خاصة في الجانب الديني لذا رأى بعض المؤرخين أن الإمام محمد بن سعود عندما علم بتخلي أمير العيينة عن تأييدها أوعز إلى البعض بدعوة الشيخ محمد إلى الدرعية لوجود الدولة فيها واستعدادها لحمايتها. المبايعة التاريخية في الدرعية نقلتها لنا بعض المصادر التاريخية المحلية تمثلت في حوار تم بين الامام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب فحواه تأييد الامام للإصلاح وقيام الشيخ محمد بن عبدالوهاب بالدعوة وإلغاء الممارسات البدعية التي يؤيدها فيه الإمام محمد سعود فقد كان ابنه الإمام عبدالعزيز وأخوي الإمام مشاري وثنيان يتلقيان العلم على يد الشيخ محمد عندما كان في العيينة. كما أن المصادر أعطت هذه المبايعة أهمية من منظور الجانب الديني ولم تشر إلى أنها بداية التأسيس للدولة. فالإمام محمد بن سعود بدأ تأسيس الدولة منذ أن تولى الحكم في الدرعية عام 1139ه/ 1727م. ولا شك أن قدوم الشيخ محمد بن عبدالوهاب للدرعية كان حدثا مهما أسهم مع غيره من العوامل في تعزيز تأسيس الدولة، وقام الشيخ محمد بن عبدالوهاب بواجبه الديني خدمة للدولة التي أصبح في كنفها. التواصل مع البلدات الأخرى للانضمام إلى الدولة السعودية وقدرة الإمام الكبيرة على احتواء زعاماتها وجعلهم يعلنون الانضمام للدولة والوحدة. بناء سور الدرعية للتصدي للهجمات الخارجية القادمة إلى الدرعية من شرق الجزيرة العربية. بدء حملات التوحيد وقاد بنفسه الجيوش. ووحد معظم منطقة نجد وانتشرت أخبار الدولة إلى معظم أرجاء الجزيرة العربية. والقدرة على تأمين طرق الحج والتجارة حيث أصبحت نجد من المناطق الآمنة. والنجاح في التصدي لعدد من الحملات التي أرادت القضاء على الدولة في بدايتها. أبرز جهود وانجازات الإمام محمد بن سعود لقد تم تأسيس الدولة السعودية الأولى وتوحيدها وبناؤها في عهد الإمام محمد بن سعود على مرحلتين: المرحلة الأولى خلال الفترة (1139 – 1158ه / 1727 – 1745م)، وكان من أبرز أحداثها ما يأتي: * توحيد شطري الدرعية وجعلها تحت حكم واحد بعد أن كان الحكم متفرقا في مركزين * الاهتمام بالأمور الداخلية وتقوية مجتمع الدرعية وتوحيد أفراده * تنظيم الأمور الاقتصادية وموارد الدولة * بناء حي جديد في سمحان، وهو حي الطرفية، وانتقل إليه بعد أن كان حي غصيبة هو مركز الحكم مدة طويلة * نشر الاستقرار في الدولة في مجالات متنوعة * الاستقلال السياسي وعدم الولاء لأي قوة، في حين أن بعض بلدان نجد كانت تدين بالولاء لبعض الزعامات الإقليمية * إرساله أخاه الأمير مشاري إلى الرياض لإعادة دهام بن دواس إلى الإمارة بعد أن تم التمرد عليه بناء على طلب دهام المعونة من الدولة السعودية الأولى * مناصرة الدعوة الإصلاحية التي نادى بها الشيخ محمد بن عبدالوهاب الذي اختار الدرعية لقوتها واستقلالها وقدرة حاكمها على نصرة الدعوة وحمايتها * التواصل مع البلدات الأخرى للانضمام إلى الدولة السعودية، وقدرة الإمام الكبيرة على احتواء زعاماتها وجعلهم يعلنون الانضمام للدولة والوحدة * بناء سور الدرعية للتصدي للهجمات الخارجية القادمة إلى الدرعية من شرق الجزيرة العربية. Related Posts: * (المدنية) تدعو 796 من حملة البكالوريوس لاستكمال إجراءاتهم * السير الذاتية لأعضاء مجلس الشورى الجدد * بالأسماء.. «التنمية العقارية» يعتمد دفعة قروض جديدة بقيمة… * بالأسماء.. "التربية" تعيّن 4038 خريجاً على وظائف تعليمية * بالأسماء.. "الصحة" تعلن المرشحين من خريجي الدبلومات الصحية… * بالأسماء.. "التربية" تعلن 3893 معلماً ومعلمة صدر قرار…