الأمير «مانع المريدي»، مؤسس الدرعية، هو الجد الثاني عشر للملك عبدالعزيز رحمه الله، كان ذا بصيرة وحنكة؛ أهلته لأن يحسن اختيار المكان الذي يقيم فيه دولته، فوجد المنطقة المميزة في وداي حنيفة، مدينة متوسطة الحجم بمفهوم المدن تلك الأيام، ولها مركز حضري يتألف من نسبة كبيرة من السكان، ومكتفية ذاتيا من الناحية الاقتصادية لوقوعها على مفترق طرق تجارية، ولكونها منطقة زراعية، نظرًا لوقوعها على وادي حنيفة، فتكثر فيها المزارع التي يفيض انتاجها عن حاجة سكانها؛ فيقومون بتصديرها للمدن الأخرى في منطقة نجد، مثل العيينة وحريملاء وغيرهما، وتولى «مانع المريدي» وأبناؤه وأحفاده من بعده حكم «الدرعية» وتوفير أسباب الحماية، وممارسة التجارة، و السيطرة على الطرق التجارية لتأمين أسباب العيش لسكانها. عودة مانع إلى وادي حنيفة مانع بن ربيعة المريدي (802ه – 867ه) الموافق (1400م –1463م)، نسبه يرجع إلى الدروع في القطيف من بني حنيفة من بكر بن وائل من بني أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان نسبًا، هاجرت أسرة مانع في وقت غير معلوم إلى ساحل الخليج العربي، وبنوا بلدة «الدروع» وقيل «الدرعية»، أسموها بذلك لكونهم ينتسبون لأسرة الدروع، وهي بلدة صغيرة قرب القطيف وبقيق. ويعد «مانع المريدي» أقدم من يذكرهم التاريخ من أجداد أسرة آل سعود، ومؤسس بلدة الدرعية وتوارث أبناءه إمارة الدرعية لأجيال، واستقر الحكم لأسرة «آل مقرن» من ولد مانع الذين كان منهم محمد بن سعود، أول أئمة الدولة السعودية الأولى بين عامي (1158 ه – 1233 ه) الموافق عامي (1744م – 1818م). عاد مانع مع أسرته إلى منطقة وادي حنيفة في وسط نجد وفي عام 850ه الموافق 1447م، وكان له قريب من أسرة الدروع يقال له «ابن درع» أمير حجر اليمامة «الرياض الحالية» أكبر بلدان وادي حنيفة، فأقطع «ابن درع» أراضي شمال حجر تسمى «غصيبة والمليبيد»، ل «مانع المريدي»، فأنشأ وأسرته عليها قرية جديدة أسموها «الدرعية». أبناء الأمير مانع المريدي خلف «ربيعة» والده مانع بعد وفاته، فترأس الدرعية، وتكاثر سكانها، فسعى ربيعة إلى توسعة رقعة بلدته؛ فاستحوذ على قريتين مجاورتين للدرعية، هما قريتا «النُعْمية» و«الوصيل» من أراضي «آل يزيد» من بني حنيفة. وأصبح ابنه «موسى» أميرًا عل الدرعية في أيام أبيه، واستقر في الحكم وقضى على شوكة جيرانه آل يزيد، وألحق قريتهما بأراضي الدرعية. ودارت الأيام حتى جاء في الحكم أحد أحفاده «موسى بن ربيعة بن وطبان» سنة 1131 ه، فخلعه أهل الدرعية سنة 1132ه الموافق 1720م؛ فتولاها سعود الأول بن محمد بن مقرن وتوفى سنة 1137 ه الموافق 1725م وبعد وفاته، خلفه أكبر رجال الأسرة سنًا، «زيد بن مرخان بن وطبان» الذي قتل سنة 1139ه الموافق 1726م، وتولى محمد بن سعود بن محمد بن مقرن إمارة الدرعية الذي أصبح فيما بعد أول ائمة الدولة السعودية الأولى. ازدهار الدرعية وظهرت الدرعية الدولة المزدهرة، وأصبح الأمير «مانع المريدي»، وأبناءه الأمراء من بعده؛ حريصين على حماية القوافل عامة، وقوافل الحج خاصة، وعقدوا المعاهدات مع القبائل وأمراء المدن الآخرين في منطقة نجد، وصارت لهم شهرة كبيرة في ذلك، كما كان نظام التجارة في الدرعية أكثر انفتاحا على الآخرين وأكثر منافسة. Related Posts: * الدرعية من دولة المدينة إلى مدينة الدولة * بالأسماء.. «تعليم عسير» تكرم 515 طالبة متفوقة الخميس المقبل * بالأسماء.. اعتماد حركة نقل معلمي ومعلمات عسير * بالأسماء.. «التنمية العقارية» يعتمد دفعة قروض جديدة بقيمة… * بالأسماء.. إدارة النشاط الطلابي بالرياض تعلن المرشحين لدخول… * بالأسماء.. "التربية" تعيّن 4038 خريجاً على وظائف تعليمية