في تاريخ البشرية لمحات مضيئة وأحداث جليلة ولحظات خالدة؛ تغيِّر مسار الإنسان والمكان، وتصنع كيانات ودولًا على أيدي عظام؛ يخلِّد التاريخ ذكرهم، وتشكر الأجيال فعلهم وصنيعهم، ومن أبرز هذه العلامات الفارقة في تاريخ المنطقة: تأسيس المملكة العربية السعودية على يد الإمام محمد سعود – رحمه الله – الذي سعى لجمع الشملَ، وتوحيد القلوبَ، في دولة مباركة على أقدس بقاع الأرض. وتحتفظ الأمم في سجلها الحضاري على مدى العصور؛ بذاكرة عاشتها خلال قرون ماضية من تكوين وتأسيس، ويأتي على رأسها بكل اعتزاز التاريخ المشرف منذ تأسيس المملكة. لقد شهدت المملكة العربية السعودية نهضة حضارية غير مسبوقة لم تعهدها الجزيرة العربية، وعَرَفت تطورًا كبيرًا في جميع المجالات منذ تلك الشرارة للتأسيس والنشأة، والتأسيس الفعلي، وتغيُّر شكل الحكم في الدولة السعودية من مفهوم «دولة المدينة» إلى الدولة الواسعة، بمفهومها الحديث، في عهد الإمام محمد بن سعود الذي تولى إمارتها عام 1139ه الموافق 1727م، فأسَّسها دولة، واتخذ العديد من المواقف، ومارس جُملة من الأعمال والسياسات التي تدل على بدء قيام الدولة وتأسيسها. لقد استطاع الإمام محمد بن سعود – رحمه الله – المؤسّس الأول للدولة السعودية ورمز الوحدة فيها، أن يوحد شطري عاصمة الدولة مدينة الدرعية، ويجعلها تحت حكم واحد، ويوحد معظم منطقة نجد، فظهرت على يديه الدولة المستقلة سياسيًا، والتي لا ولاء لها لأي قوى إقليمية، واكتملت مظاهر الدولة، ونُشرَ الاستقرار، وعم الأمن في أرجاء الدولة، وبانت للجميع دولة مزدهرة آمنة، تتحكم في طرقها وتؤمن سالكيها وتجارتها. فالإمام محمد بن سعود هو المؤسّس الأول للدولة السعودية ورمز الوحدة والدولة، ولذا فذكرى التأسيس مناسبة وطنية نستذكر فيه تاريخ إنشاء الدولة السعودية، التي نتفيأ ظلال الرخاء والاستقرار والحزم والعزم بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهدة الأمين، إذ تسارع مملكتنا الغالية منجزاتها نحو المجد والسؤود، برؤية طموحة، تعززها الثقة العاملة، والقدرة الفائقة بشقيها، وإمكاناتها الاقتصادية والبشرية التي أهلتها لتنال هذه المكانة العالمية في نفوس مواطنيها وفي نظرة العالم إليها. لتكمل مسيرة بدأها المريدي، وأرسى دعائم الدولة الإمام محمد بن سعود رحمه الله. نعيش ذكرى عزيزة على قلوبنا جميعًا أبناء هذه البلاد؛ نتعايش فيها عبر منظومة متكاملة من النهضة والعطاء، والتنمية والرخاء، منذ قيام الدولة والتأسيس على يد المؤسس الإمام محمد بن سعود – رحمه الله – حتى عشنا العهد الزاهر، والمجد الزاخر لخادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز -رعاه الله -، ومعاونة ولي عهدة الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله وأيد خطاه – الذين انطلقا ببلادنا نحو آفاق عالية، وأهداف سامية؛ فحققوا في فترة وجيزة بمشيئة الله تعالى ثم بعزم أبناء هذا الوطن وطموحهم؛ نقلة نوعية لمكانة المملكة على كل الأصعدة، فحققوا رفاهة الحاضر وسعوا لتكون سمتًا للمستقبل في جميع مجالات الحياة. إنَّ احتفاءنا بيوم التأسيس؛ لهو صورة من صور شكرٌ المولى، عز وجل، على ما امتنَّ به علينا من نعم، وعرفان بجميل – ننعم في رغده – لمن أسسوا هذا الكيان الشامخ، ودرس لتعميق مشاعر الوطنية والانتماء لجيلنا وللأجيال القادمة. فهنيئا لوطن النعم السابغات يومه تأسيسه، وعرسه الزاخر، ومجده الزاهر.. أعاد الله على بلادنا يوم تأسيسها وهي في نعم غامرات، مُسارِعة إلى المجد والعلا، ممجِّدة خالق السماء. خالد الدبوس الشراري Related Posts: * بالأسماء.. «التنمية العقارية» يعتمد دفعة قروض جديدة بقيمة… * بالأسماء.. "التربية" تعيّن 4038 خريجاً على وظائف تعليمية * بالأسماء.. "التربية" تعلن 3893 معلماً ومعلمة صدر قرار… * بالأسماء.. إدارة النشاط الطلابي بالرياض تعلن المرشحين لدخول… * بالأسماء.. "الصحة" تعلن المرشحين من خريجي الدبلومات الصحية… * بالأسماء.. الخدمة المدنية تعلن (3620) مواطنة لشغل وظائف…