يًروى أن ثلاثة رجال خرجوا في طريق مسافرين، وبينما هم في سفرهم هذا إذ على شيء عجيب غريب، وعندما فتحوه إذ به كنز ثمين.. اتفق الرجال الثلاث على تقسيم الكنز بينهم بالتساوي، وقبل أن يقوموا بالتقسيم، أحسوا بالجوع الشديد، وتذكروا أنهم منذ وقت طويل لم يتناولوا طعاما.. اتفقوا أن واحد من بينهم يذهب للمدينة ليحضر طعامًا، واتفقوا أن ألا يتحدث مع أحد حتى يسير أمرهم بالكتمان، فلا يطمع في كنزهم غيرهم، فيقل نصيب الواحد منهم. وكما قيل العبد حر إذا قنع والحر عبد إذا طمع.. ذهب أحدهم إلى المدينة وقصد سوقها، وبينما هو في السوق حدثته نفسه بالتخلص من صاحبيه، فالطماع جشع دائمًا يريد المزيد وينظر لما في يد غيره، وراح يفكر لما لا أتخلص منهم ليكون الكنز لي بمفردي لا يشاركني فيه أحد. بينما هو يسير في السوق بحثا عن الطعام مر أمام متجر عطار؛ فدخل وطلب منه عشب يقضي على الفئران التي تجوب في البيت، فأعطاه العطار سمًا شديدًا .. وحذره أن يتعامل معه بحرص زائد، فهو يقتل الانسان لو استعمله، وعليه أن يجنبه أطفال البيت. أخذ الرجل السم، واشترى طعاما ووضع فيه السم.. وانطلق إلى صاحبيه. في نفس الوقت كان الطمع قد تملك صاحبيه، ففكرا لما لا نتخلص من رفيقنا ليكون الكنز قسمة بين اثنين، واتفقا أن يقتلا رفيقها عند عودته من السوق. فكما قيل الطمع كماء البحر زد منه شربًا تزداد عطشًا. لما عاد الرجل بالطعام وقد دس فيه السم، لقيه صاحباه فضرباه حتى مات، وجلسا يأكلان الطعام في فرح شديد ظنا أنهما قد فازا بالكنز دون رفيقهما الثالث القتيل. وقبل أن ينتهيا من الطعام كان السم قد قطع أحشائهم، فماتا من أثر السم.. وتمدد الثلاثة قتلى في مكان الكنز، وبقي الكنز لا يستحقه طماع، فمن يطمع بكل شيء يخسر كل شيء..