صدر حديثاً بالأسواق كتاب "الإرشاد إلى صحيح الإعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد" للشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، وقد أسهم بجهده في هذا العمل الجليل، لتقريب بعض المعلومات، لربط واقع الناس اليوم وممارساتهم بتلك المعلومات، حتى يتضح حكمها ويتبين خطأ أصحاب تلك الممارسات لعلهم يرجعون، ونصيحة لغيرهم لعلهم يحذرون. وقد شمل هذا الكتاب، شواهد جاءت في كتب أئمة الدين وعلماء المسلمين؛ ككتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وتلميذه الحافظ ابن كثير، ومن كتب شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وتلاميذه أئمة الدعوة الإصلاحية، خصوصا كتاب "فتح المجيد". وأصل هذا الكتاب كان حلقات أذيعت من إذاعة القرآن الكريم في المملكة العربية السعودية، وجاء كتاباً بقدر الله سبحانه، بعد جمعها وتنسيقها وإخراجها في كتاب ليبقى نفعها إن شاء الله، بعد أن صار كثير من الدعاة يهتمون بجوانب ضئيلة لا تسمن ولا تغني من جوع بدون العقيدة، ويتركون جانب العقيدة، وهم يرون الناس متورطين في الشرك الأكبر حول الأضرحة والمزارات، ومتورطين في البدع والخرافات، ويرون دعاة الضلال قد استحوذوا على كثير من الجهلة والعوام، وساقوهم إلى مواقع الهلاك والضلال، واتخذوهم عبيدا لهم يتصرفون بعقولهم وأموالهم ويترأسون عليهم بالباطل وباسم العلم والولاية. إن كثيرا من الدعاة اليوم -مع الأسف- لا يهتمون بجانب العقيدة وإصلاحها، بل ربما يقول بعضهم: اتركوا الناس على عقائدهم، ولا تتعرضوا لها، اجمعوا ولا تفرقوا، لنجتمع على ما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه... أو نحوا من هذه العبارات التي تخالف قول الله تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}.